لم تهضم زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف، مارين لوبان، تنقل وزيرين من الحكومة الفرنسية للمشاركة في تدشين مصنع رونو الجديد بالجزائر، واتهمت لوبان، الوزيرين بالاستخفاف بالرأي العام الفرنسي والعمال منهم على وجه التحديد. وقالت رئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية في بيان نشره موقع الحزب على الأنترنيت: "أمر طبيعي أن يتم فتح مصنع في الجزائر، لكن أن يحتفل وزراء فرنسيون بهذا الحدث في وقت تغلق مصانعنا وتتسارع وتيرة نقل أخرى، فإن ذلك يعد بمثابة إهانة للعمال الفرنسيين". ومعلوم أن رئيس الدبلوماسية الفرنسية، لوران فابيوس، قد نتقل إلى الجزائر رفقة وزير الاقتصاد، إيمانويل ماكرون، للمشاركة في تدشين مصنع رونو بوادي تليلات بالقرب من مدينة وهران، تحت إشراف الوزير الأول، عبد المالك سلال، الإثنين المنصرم، وحظي فابيوس باستقبال من قبل العديد من المسؤولين الجزائريين، وفي مقدمتهم الرئيس بوتفليقة. وهاجمت المسؤولة الفرنسية الوزيرين في حكومة مانويل فالس، متهمة الرجلين بعدم القدرة على مسايرة التطورات التي يعاني منها الاقتصاد الفرنسي، وقالت: "إنه كان يتعين على فابيوس وماكرون التوجه إلى بروكسل (عاصمة الاتحاد الأوروبي) من أجل بحث الخلاص من السياسة القاتلة للأورو، وهو الأمر الذي من شأنه أن يساعدنا على بناء مصانع جديدة في فرنسا". ومعروف عن مارين لوبان أنها من أشد المعارضين لتطبيع العلاقات الجزائرية الفرنسية، إن على المستوى الاقتصادي أو السياسي، وهي بهذا واصلت السير على نهج والدها جون ماري لوبان، الذي كان أيضا من أشد الفرنسيين الذين رفعوا لواء طرد المهاجرين من فرنسا، ولا سيما الجزائريين منهم، لمجرد أنهم نجحوا في طرد الجيش الفرنسي بعد أزيد من قرن من الاستعمار.