أشرف المختص العالمي الإيطالي في الجراحة المجهرية، البروفسور انتونيو لاندي، على أول عملية جراحية مجهرية حديثة في مستشفى زميرلي بالعاصمة، حيث عاين العديد من الحالات الصعبة التي يتطلب علاجها إجراء هذا النوع من العمليات الغائبة في الجزائر لانعدام المختصين فيها. ولهذا بادرت الهيأة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "فورام" إلى مشروع تكوين أطباء جزائريين في هذا المجال بالتنسيق مع المختص العالمي البروفسور "أنتونيو لاندي" وفرق طبية إيطالية ستأتي إلى الجزائر بهدف تفعيل هذا النوع من الجراحة الذي سيمكّن من علاج العديد من حالات الشلل والإعاقة، حيث أكد البروفسور مصطفى خياطي أن عمليات الجراحة المجهرية تعمل على بعث عمل الأعصاب وإلصاقها مع بعضها البعض، مما يمكّن العضو المصاب من الحركة والنشاط، حيث تم إجراء هذه العملية على طفل أصيب بإعاقة على مستوى اليد وبعدها تمت عودة الحياة إلى يده التي باتت تتحسن تدريجيا لتعود إلى حالتها الطبيعية. وأضاف خياطي أن هذا النوع من العمليات مكّن لاعبا سابقا في ملودية الجزائر من المشي على قدميه ومزاولة النشاط والحركة بعدما أصيب بحادث في الملاعب فقد على إثره القدرة على تحريك رجله ودفعه للقيام بعشر عمليات جراحية. 300 عامل تشل يده سنويا جراء تأخر جراحة اليد في الجزائروكشف البروفسور مصطفى خياطي أن الجراحة المجهرية ستعيد الأمل لآلاف العمال الجزائريين المصابين في حوادث العمل والذين يفقدون على إثرها القدرة على تحريك أيديهم جراء إصابة الأعصاب التي يرتب عنها الشلل، حيث قُدِّر عدد المصابين سنويا في الجزائر بأزيد من 300 مصاب، حسب البروفسور خياطي الذي أكد أن جراحة اليد تعتبر من أصعب الجراحات لتعقدها وتعلقها بالكم الهائل من الأعصاب المتشعبة.ويعرف هذا النوع من الجراحة تأخرا كبيرا في الجزائر لانعدام الكفاءات والمختصين فيها، والمشروع الذي ستقوم به الهيأة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث يهدف إلى بعث الجراحة المجهرية وجراحة اليد في الجزائر عن طريق إرسال بعثات طبية جزائرية من الشرق والغرب والوسط إلى إيطاليا والتنسيق مع أطباء أجانب قصد التكوين في هذا المجال الذي بقي حكرا على الدول المتقدمة.وأضاف خياطي أن الجزائر عرفت عمليات مجهرية في وقت سابق في مستشفى بن عكنون تحت إشراف فريق طبي فرنسي تمكّن من علاج بعض حالات الشلل النسبي التي أصيب بها الأطفال جراء تعقيدات الحمل، ولكن العمليات المقامة مؤخرا في مستشفى زميرلي تحت إشراف "أنتونيو لاندي" هي عمليات حديثة وجريئة تمكن من علاج جميع حالات الإعاقة والشلل الناتجة جراء الحوادث أو الوراثة وتعقيدات الحمل، وهي لا تعتمد على تجهيزات مكلفة ماعدا بعض المعدات الطبية على غرار المجهر، مؤكدا أن إدخال هذا النوع من الجراحة إلى المستشفيات الجزائرية تحت إشراف أطباء محليين يعتبر إنجازا كبيرا في مجال الصحة وإعادة الأمل والحياة لآلاف المعاقين والمصابين بالشلل في الجزائر. وأضاف أن زيارة المختص العالمي الإيطالي في الجراحة المجهرية البروفسور "انتونيو لاندي" إلى الجزائر دامت أسبوعا تمكن من خلالها من معاينة واقع الصحة ومدى تطور مجال الجراحة، كما قام بمعاينة الأطفال المرضى بمستشفى بلفور بالعاصمة، حيث قام بفحوصات تجريبية. ومن المنتظر أن يعود في الأشهر القادمة قصد تفعيل المشروع الصحي للهيأة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث التي سترسل بعثات صحية إلى ولاية أدرار منتصف الشهر القادم قصد القيام بعمليات جراحية للأطفال المصابين بالعمى أو ضعف البصر.