دعا مقاتلون فرنسيون في صفوف تنظيم داعش المتطرف، في مقطع مصور جديد، نشر مساء الأربعاء، المسلمين في بلادهم إلى "الهجرة لأرض الخلافة" في سورياوالعراق، وغير القادرين منهم على ذلك لشن هجمات داخل فرنسا بشتى الوسائل. وفي شريط مصور، بثته مؤسسة الحياة الإعلامية التابعة لداعش بعنوان "ماذا تنتظر؟"، بدأ متحدث ملثم باللغة الفرنسية بمخاطبة مجموعة من المقاتلين الذين يظهر على بعضهم الملامح الغربية بالقول، "كما كفرتم بالطاغوت وبالديمقراطية والقوانين البشرية بهجرتكم، اليوم تكفرون بهؤلاء الطواغيت وبقوانينهم التي سلطوها علينا وبجوازات السفر التي أجبرونا على التعامل بها". وأضاف، أثناء قيام عدد من المقاتلين بحرق جوازات سفرهم بالقول - فيما يبدو أنه مخاطب حكومات الدول الغربية - "استضعفتمونا وحاربتم ديننا وشتمتم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فاليوم نكفر بكم وبجوازاتكم، وإذا جئتم إلى هنا سنقاتلكم". بدوره خاطب أحد المقاتلين ويدعى أبو أسامة الفرنسي، بحسب ما عرّف به التسجيل، وهو ذو ملامح غربية، المسلمين ممن ما يزالون يعيشون في ما أسماها "بلاد الكفر"، بالقول: "كيف يطيب لكم أن تعملوا في بلاد الكفر وقد فتح الله عليكم باباً إلى أحسن الأعمال وهو الجهاد في سبيل الله". وأضاف متحدثاً باللغة الفرنسية أيضاً، وموبخاً من يقوم بمخاطبتهم "ألا تستحون.. توبوا إلى ربكم والتحقوا بنا"، محذراً من يوم قد لا يستطيع هؤلاء الوصول إلى "أرض الخلافة" بسبب إغلاق الحدود ووقتها "لن تنفعهم الدموع والندم". وسألهم بالقول: "أتخافون.. كثير من نسائنا هاجروا وهن حوامل وولدن هنا، ألا تستحون الطريق سهل ولا عذر لكم؟". من جهته، هدّد مقاتل آخر عرفه التسجيل بأبي مريم الفرنسي، من وصفهم بأعداء الإسلام وخصوصاً الفرنسيين بأن "المجاهدين لن يترددوا في قطع رؤوسكم ما دمتم تقصفون"، في إشارة إلى الغارات التي يشنها طيران التحالف الدولي على مواقع للتنظيم في كل من سورياوالعراق. وأضاف، وهو يحمل بندقية بشماله و"سكين الذبح" التي يشتهر بحملها مقاتلو داعش بيمينه، "الجهاد فرض عين وأمرتم بقتال الكفار أينما تجدونهم، ماذا تنتظرون وحتى مجرد لبس النقاب صعب جداً". بدوره دعا أبو سلمان الفرنسي، بحسب تعريف التسجيل، أنصار التنظيم من الفرنسيين غير القادرين على "الهجرة إلى أرض الخلافة" لمبايعة أبي بكر البغدادي وشن عمليات داخل فرنسا ترهب مواطنيها، مشيراً إلى "وجود أسلحة وسيارات وأهداف جاهزة هناك". وخاطب من أسماهم ب"إخوته وإخواته" بالقول: "ارهبوهم ولا تسمحوا لهم بالنوم من الخوف والرعب"، داعياً إياهم لاستخدام كافة الوسائل من أسلحة ودهس بالسيارات وحتى استخدام السم وجعله في طعام وشراب أعداء الله". ولم يصدر تعليق رسمي من السلطات الفرنسية على التسجيل المصور الذي من المفترض أنه يضم عدداً من مواطنيها. ولا يوجد إحصاء رسمي لعدد المواطنين الفرنسيين المنضمين إلى داعش، إلا أن مراكز بحثية ومتابعين لشؤون الجماعات الجهادية يقدر عددهم بالمئات. ويأتي التسجيل الجديد، الذي لم يتم التحقق من صحته أو مكان تصويره من مصدر مستقل، بعد إعلان المسؤولين الفرنسيين عن ظهور فرنسيين اثنين في تسجيل مصور عرضه تنظيم داعش الأحد الماضي، وظهر فيه الفرنسيين وعناصر غربية أخرى في التنظيم يقومون بذبح عامل إغاثة أمريكي وطيارين وجنود أسرى تابعين للنظام السوري. وتشارك طائرات فرنسية في شن غارات على أهداف ومواقع تابعة لتنظيم داعش في العراق، وذلك ضمن جهود التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية للحد من قوة التنظيم وتوسعه في أراضي كل من سورياوالعراق.