طغى على صفحات الإعلام الدولي خلال الفترة الأخيرة اسم »تنظيم داعش« والتداعيات الأمنية التي خلفها هذا الأخير في ظل الجرائم والمجازر المرتكبة يوميا من طرفه، وفي الوقت الذي أبدى العالم استنفار ا كبيرا ومن استنكار للمجازر التي يرتكبها هذا التنظيم ارتأت «صوت الأحرار« أن تسلط الضوء على خبايا هذا التنظيم استنادا إلى تقارير تم نشرها مؤخرا والتي تكشف جذور وأهداف ما يسمى ب «داعش«. ¯¯ من هم داعش؟ ذكرت تقارير تناقلها الإعلام الدولي مؤخرا وبشكل مفصل عن كل ما يدور حول تنظيم «داعش« حيث تشكل هذا الأخير عام ,2013 وقدم في البدء على أنه اندماج بين ما يسمى ب «دولة العراق الإسلامية« التابع لتنظيم القاعدة الذي تشكّل في أكتوبر 2006 والمجموعة التكفيرية المسلحة في سوريا المعروفة ب«جبهة النصرة«، إلا أن هذا الاندماج الذي أعلن عنه قيادي «دولة العراق الإسلامية« أبو بكر البغدادي، رفضته «النصرة« على الفور، وبعد ذلك بشهرين، أمر زعيم «القاعدة« أيمن الظواهري بإلغاء الاندماج، إلا أن البغدادي أكمل العملية لتصبح «داعش« «الدولة الإسلامية في العراق والشام« واحدة من اكبر الجماعات الإرهابية الرئيسية التي تقوم بالقتل والدمار في سورياوالعراق. ¯¯ داعش... من الألف إلى الياء الدولة الإسلامية في العراق والشام.. هذا هو اسمها الكامل الذي تم اختصاره بجمع الأحرف الأولى من الكلمات لتصبح «داعش«، اسم آخر لها يتم تداوله في المناطق التي تسيطر عليها في سوريا«والعراق«، حيث بات المواطنين يرمزون إلى التنظيم بكلمة «الدولة«. هو تنظيم مسلح إرهابي يتبنى الفكر السلفي الجهادي «التكفيري« ويهدف المنظمون إليه إلى إعادة ما يسموه «الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة«، يتخذ من العراقوسوريا مسرحا لعملياته «وجرائمه«. ¯¯ داعش في العراق.. أصولها ومسار تأسيسها على الرغم من أن هذا التنظيم حديث الظهور على الساحة السورية، إلا أنه ليس بتشكيل جديد، بل هو الأقدم بين كل التنظيمات المسلحة البارزة على الساحة السورية خاصة والإقليمية عموماً. تعود أصول هذا التنظيم إلى العام ,2004 حين شكل الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي تنظيما أسماه «جماعة التوحيد والجهاد« وأعلن مبايعته لتنظيم القاعدة الإرهابي بزعامة أسامة بن لادن في حينها، ليصبح ممثل تنظيم القاعدة في المنطقة أو ما سمي «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين«. برز التنظيم على الساحة العراقية إبان الإحتلال الأمريكي للعراق، على أنه تنظيم جهادي ضد القوات الأمريكية، الأمر الذي جعله مركز إستقطاب للشباب العراقي الذي يسعى لمواجهة الإحتلال الأمريكي لبلاده، وسرعان ما توسع نفوذ التنظيم وعديده، ليصبح من أقوى الميليشيات المنتشرة والمقاتلة على الساحة العراقية. ¯¯ داعش والتعذيب النفسي لترهيب الخصوم أكدت العديد من التقارير التي نقلها الإعلام الدولي أن تنظيم داعش يعتمد في سياسته الحربية على التعذيب النفسي من أجل ترهيب الخصوم وهو الذي قام خلال الفترة الأخيرة بإعدام المئات من أبناء إحدى العشائر في دير الزور، شرق سورية، وآخرين في ريف حلب الشمالي، في حين شدد التنظيم القصف على بلدات الريف الحلبي مع اقترابه من بلدتي مارع واعزاز. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التنظيم «قتل خلال الأسبوعين الماضيين أكثر من 700 مواطنا غالبيتهم العظمى من المدنيين، في بادية الشعيطات وفي بلدات غرانيج وأبو حمام والكشكية التي يقطنها مواطنون من أبناء «عشيرة« «الشعيطات«، موضحا أن نحو مئة من هؤلاء هم من أبناء العشيرة المسلحين، في حين أن الباقين هم من الرجال المدنيين، واعتبر تنظيم «الدولة الإسلامية« عشيرة الشعيطات «طائفة ممتنعة بشوكة« وأصدر حكما بحقها بأنها طائفة كفر يجب تكفيرها وقتالها قتال الكفار بإجماع العلماء وإن أقرت بحكم تلك الشريعة، ولم تجحدها. وأظهرت تسجيلات فيديو عناصر التنظيم وهم يذبحون عددا من الأشخاص الذين يصفهم التنظيم ب«المرتدين«، كما تُذبح الخراف، حيث يتم فصل الرأس عن الجسد بالسكين، وفي أحد التسجيلات يظهر عناصر التنظيم وهم يتبادلون النكات والسخرية وهم يقومون بذبح عدد من الأشخاص، مع عبارات التشجيع وإرشاد بعضهم بطريقة الذبح، وقال المرصد إن «العدد الأكبر من القتلى سقطوا إثر الهجوم الثاني لتنظيم الدولة الإسلامية على هذه البلدات«، مشيرا إلى أن نحو 1800 من أفراد العشيرة لا يزالون مجهولي المصير«. ¯¯ داعش واستنفار دولي كبير ضد جرائمها أظهر الإعلام الدولي خلال الفترة ألأخيرة استفارا دوليا كبيرا حيث انه وفي موازاة هذا الاستنفار العالمي والأصوات المنادية باستراتيجية عالمية لمحاربة داعش، سُجّل استنفار كنَسي استنكاراً للمجازر التي يرتكبها هذا التنظيم واضطهاده المسيحيين واقتلاعهم من أرضهم، وفي هذا السياق، برز حراك لافت لوفد بطاركة الشرق الأوسط الذين عادوا من زيارة أربيل بعدما تفقّدوا أوضاع المسيحيين وسمعوا من المسؤولين هناك تطمينات على لسان رئيس اقليم كردستان مسعود برزاني لجهة التمسّك بالمسيحيين وبالعيشِ معاً أو الموت سويّاً، مؤكّدين عزمَهم على مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بحماية الأقليات لئلّا يكونوا مَكسر عصا، وبمكافحة كلّ التنظيمات الإرهابية، ومن بينها «داعش«، وذكرت مصادر إعلامية تقول : الإجرام المتمادي لداعش جعل المجتمع الدولي يعيد النظر بتموضعه الانكفائي، وبدأت تتكوّن قناعة فعلية بضرورة التدخّل سريعاً لإنهاء هذه الظاهرة، ولكن من الواضح أنّ ما ينطبق على العراق بعد التغيير الحكومي لا ينسحب على سوريا، الأمر الذي يؤشّر إلى عدم رغبة دولية في منح النظام السوري أيّ جائزة ترضية، ما يعني أنّ قرار تحييد العراق قد صدر، وأنّ العدّ العكسي للتنفيذ قد انطلق، وفي هذا الجوّ المحموم بالحرب والدم من غزّة إلى سورياوالعراق، والمواقف الدولية التي تُذكّر بحرب الخليج الثانية أو الحرب الأميركية على الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وبداية تكوّن تحالف دولي لمحاربة الإرهاب، يتلهّى اللبنانيون بمَن مع التمديد ومَن ضدّه، ومَن مع إقرار السلسة كما هي، ومَن مع إدخال تعديلات عليها للحَؤول دون انهيار الوضع المالي، وسوى ذلك من ملفّات وقضايا، فيما الأساس يكمن في كيفية تجنيب هذا البلد عدوى الجوار. وفي هذا السياق بالذات أكّد «حزب الله« مجدّداً أنّ «مفتاح الرئاسة في الرابية«، ما يعني أنّ الأزمة الرئاسية مفتوحة إلى حين تنجلي الأزمة الإقليمية، إستنفر العالم برُمَّته إزاء خطر «الدولة الإسلامية« والتعاظم السريع لقوّتها وتصرّفاتها الوحشية التي تمظهرت أخيراً بذبحها المراسلَ الأميركي جايمس فولي ونشرها فيديو يُظهر تفاصيل عملية الإعدام، وهدّدت بذبح صحافي أميركي آخر، وذلك ردّاً على الغارات الاميركية على مواقع لها في شمال العراق، في وقتٍ واصلت الطائرات الأميركية تنفيذ غاراتها الجوية على مواقع ل«داعش« في العراق، وأكّد الرئيس الأميركي باراك اوباما أن لا مكان لهذا التنظيم في القرن الحادي والعشرين، وأعلن تصميمَه على الاستمرار في مواجهته، ودعا حكومات دوَل الشرق الأوسط إلى اجتثاث هذا الورم السرطاني، وقال إن هذا التنظيم «لا يتحدّث باسم أيّ ديانة لأنه ليس هناك ديانة تدعو إلى ذبح الأبرياء«، واتّهمه بارتكاب إبادة جماعية ضد شعب بأكمله. ¯¯ أروبا .... وداعش يرى العديد من المحللين السياسين أن أوروبا قد ابدت مؤخرا تخوفا كبيرا مما أبداه أكبر قادة الدول الأروبية مما يسمى من تنظيم داعش واستنادا غلى بعض التقارير التي أطلعت عليها «صوت الأحرار« أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال تعليق له على ما يسمى بتنظيم داعش أن على بلاده استخدام كل «قدراتها العسكرية« للتصدي للدولة الاسلامية، محذرا من أن هذا التنظيم المتطرف «قد يستهدفنا في شوارعنا« إذا لم يتم وقف تقدمه، وقال رئيس الحكومة المحافظ في افتتاحية نشرتها صحيفة «صنداي تلغراف« إن هذا الأمر لا يعني أن على المملكة المتحدة أن ترسل مجددا قوات إلى العراق بل أن تفكر في إمكانية التعاون مع إيران للقضاء على التهديد الجهادي، وحذّر كاميرون من أن الغرب يواجه «صراع أجيال«، موضحا أنه «إذا لم نتحرك لوقف هجوم هذه الجماعة الإرهابية البالغة الخطورة فهي ستستمر في بناء قوتها إلى أن تتمكن من استهدافنا في شوارع المملكة المتحدة«، وأضاف «أوافق على أنه يتعين علينا أن نتجنب إرسال جيوش للقتال او للاحتلال، ولكن علينا أن نعترف بأن المستقبل الاكثر اشراقا الذي ننشده يتطلب وضع خطة طويلة الأجل«، وشدد رئيس الوزراء على أن الأمن لا يمكن أن يسود إلا «إذا استخدمنا كل مواردنا المساعدات، الدبلوماسية، قدراتنا العسكرية«، مؤكدا انه يتعين على بريطانيا ان تتعاون مع دول مثل السعودية وقطر ومصر وتركيا و«ربما حتى مع إيران« من اجل التصدي للتنظيم المتطرف، وكان وزير الدفاع مايكل فالون قال السبت إن بريطانيا ستواصل طلعاتها الاستطلاعية فوق شمال العراق في محاولة لمنع حصول اي هجمات جديدة يشنها مسلحو «الدولة الإسلامية« ضد الأقليات. هل داعش سيف لإبادة العرب؟ بالرجوع إلى ما نقلته أمس العديد من المصادر الإعلامية على لسان نائب مستشارة الأمن القومي الأمريكية، بن رودس فإن بلاده لن تتقيد بأي حدود جغرافية في الرد على التهديدات «الإرهابية« التي يمثلها تنظيم «الدولة الإسلامية« المعروف باسم «داعش «، وهو التنظيم المشبوه الذي تحول إلى غطاء أمريكي لضرب البلدان العربية، جاء ذلك في التصريحات التي أدلى بها المسؤول الأمريكي، في موجز صحفي، من جزيرة «مارثا فينيارد« التي يقضي فيها الرئيس الأمريكي باراك أوباما عطلته، والتي أوضح فيها أن أي استراتيجية طويلة المدى لمواجهة «داعش« يجب أن تتعامل مع الجانبين من الحدود، في إشارة إلى العراقوسوريا، وأفاد رودس بأن عملية قطع رأس الصحفي الأمريكي، جيمس فولي، هو عمل «إرهابي بكل المقاييس«، مشيرا إلى أنهم سيثأرون له، ولن يتركوا دمه يذهب هدرا، وأوضح أن الإدارة الأمريكية «فعلت كل شيء في إمكانها لإنقاذ الرهائن الأمريكيين الذين يحتجزهم هذا التنظيم، وستستمر في المحاولة«، وأكد أن إدارة أوباما، في سبيل ذلك، لن تتقيّد بأي حدود ولن تحصر عملياتها في العراق فقط، بل ربما تمدها إلى سوريا أو غير سوريا من معاقل «داعش«، وأشار إلى أن أوباما لم يعرض عليه حتى الآن أي خيار عسكري آخر غير القيام بالضربات الجوية التي تتم حاليا في العراق، مُوضحا أنه من الممكن إجراء عمليات عسكرية أخرى هناك.