قالت مصادر عسكرية فرنسية، أن "مرتزقة جزائريين"، قادوا طائرات الهليكوبتر التشادية، التي أقلعت فجأة يوم 2 فيفري الماضي، لتفك الحصار العسكري الذي ضربه المتمردون على القصر الرئاسي لمدة، وكانوا قريبين من القضاء على نظام الرئيس إدريس ديبي. بعد أن سقطت العاصمة نجامينا في أيديهم في الساعات الثلاث الأولى، دون ان تحدد المكان والطريقة التي تم بها التعاقد معهم، وهل كان تكوينهم المهني الأصلي في الطيران المدني او العسكري. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، التي أوردت الخبر، امس، ان مرتزقة جزائريين ومكسيكيين هم الذين قلبوا معادلة معركة القصر الرئاسي الأخيرة رأسا على عقب، بعد أن انهزمت القوات النظامية الموالية للحكومة في المعركة البرية، وانطلقت طائرات هليكوبتر تقصف أرتال المتمردين، المحيطة بالقصر وداخل احياء العاصمة نجامينا، إلى أن أخرجتهم منها تماما، "ثم انطلقت تطاردهم في محيط 600 كلم". وكشفت مصادر قيادية، في تحالف المتمردين، أن مهمة "الطيارين الجزائريين"، تمت بتنسيق مباشر ودعم من القوات الفرنسية التي تحتفظ بنحو 1500 جندي وقاعدة جوية في العاصمة نجامينا، وهي نفس القاعدة التي انطلقت منها طائرات الهليكوبتر، ويرجح ان يكون الطرف الفرنسي قد لعب دورا هاما في استقدام الطيارين، وتوظيفهم في الحرب الأخيرة، ليتحكم في مجريات المعركة من جهة، ويستعملهم كوسيلة ضغط ضد نظام الرئيس ديبي، ومن جهة أخرى تستطيع فرنسا أن تمتثل ظاهريا لموقف الحياد المعلن رسميا منذ اليوم الأول من هجوم المتمردين. وتربط فرنسا اتفاقيات تعاون عسكري مع الحكومة التشادية الحالية، تنص على تقديم مساعدات لوجستية وطبية ومساعدات استخباراتية، غير أنها لا تتضمن تدخلا مباشرا، وحلقت الطائرات الحربية الفرنسية فوق مواقع المتمردين منذ دخولهم نجامينا وبرغم أنها لم تطلق النيران، فقد كانت تزود "الطيارين المرتزقة" بمعلومات دقيقة توجه مسارهم وضرباتهم ضد المتمردين، ومنذ ذلك الوقت، "أصبحت التطورات في صالح الرئيس ديبي، مع بدء نفاد الوقود والذخيرة والغذاء من المتمردين، ما يدفعهم إلى البحث عن باب للخروج". واتهمت قيادة التمرد، "الطيارين المرتزقة"، بعدم التمييز بين العسكريين والمدنيين في عمليات القصف التي شنتها، وقد أعلن الصليب الأحمر أنه جمع 137 جثة من شوارع نجامينا، هم ضحايا القتال بين القوات الحكومية والمتمردين، في حين أعلنت مصادر عسكرية، أن القتال خلف أكثر من 160 قتيل. وكان تحالف المتمردين قد حاول في 2 و3 فيفري الماضي، قلب نظام الرئيس التشادي، إدريس ديبي، عبر هجوم سريع على نجامينا، وبعد معارك عنيفة فشلت المحاولة وتراجع المتمردون إلى وسط البلاد قبل البدء في الانسحاب جنوبا. عبد النور بوخمخم