شهدت مدينة فرغسون في ولاية ميسوري (وسط)، مساء الثلاثاء، ليلة ثانية من الاضطرابات رداً على قرار هيئة المحلفين بإسقاط الملاحقات القضائية بحق شرطي أبيض قتل شاباً أسود، فيما عمت التظاهرات سائر أرجاء الولاياتالمتحدة. وفي هذه الضاحية الصغيرة لسانت لويس التي يقطنها 21 ألف نسمة، انتشر 2200 عسكري من الحرس الوطني، أي أكثر بثلاث مرات من يوم الاثنين، لمنع تكرار إشعال الحرائق وعمليات النهب. وأمام محطة الشرطة قام شرطيون بلباس مكافحة الشغب يساندهم عناصر من الحرس الوطني مجهزون بالهراوات والدروع، بصد نحو مائة شخص يحملون لافتات كتب عليها "لن يسكتونا". وتراجع الحشد نحو مقر البلدية حيث تم إحراق سيارة دورية وأطلق عناصر الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وفي سانت لويس أحرق متظاهرون أيضاً سيارة للشرطة وأعلنت السلطات أن التجمع "غير قانوني" مهددة بتوقيف المحتجين والصحافيين. وفي كليفلاند (أوهايو، شمال) سار متظاهرون الثلاثاء، احتجاجاً على مقتل فتى في الثانية عشرة في نهاية الأسبوع على يد شرطي فيما كان يحمل سلاحاً زائفاً. وفي نيويورك تم توقيف عدد من المتظاهرين مساء الثلاثاء، بعد اعتقال شخصين مساء الاثنين. وحملت أثناء التجمعات لافتات كتب عليها عبارات مثل "السجن للشرطيين القتلة" و"نطالب بالعدالة لفرغسون" و"ارفعوا أيديكم، لا تطلقوا النار"، و"حياة السود مهمة" و"ليتوقف عنف الشرطة". كذلك نزل مئات المتظاهرين إلى شوارع بوسطن وفيلادلفيا (شرق) وناشفيل (جنوب). وأحصت شبكة التلفزة سي إن إن تجمعات في 170 مدينة أمريكية. ومعظم هذه التجمعات سلمية، لكن تخلل بعضها قطع طرق سريعة مثلما حصل في لوس انجليس وأوكلاند على الساحل الغربي. من جهته، دان الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشدة أعمال العنف، وقال في خطاب ألقاه في شيكاغو (ايلينوي، شمال) "حرق المباني وإضرام النار في السيارات وتدمير الممتلكات وتعريض الناس للخطر: لا يوجد أي مبرر لذلك إنها أعمال إجرامية". وتابع "هناك وسائل بناءة للتعبير عن الإحباط"، مقراً بوجود شعور قوي لدى العديد من الفئات بأن "القوانين لا تطبق دائماً بنفس الطريقة وبشكل عادل". وبعد ثلاثة أشهر من المداولات خلصت هيئة المحلفين الاثنين، إلى أن الشرطي دارين ويلسون تصرف بحكم الدفاع المشروع عن النفس بإطلاق اثنتي عشرة طلقة باتجاه مايكل براون الذي صفعه أولاً على وجهه قبل أن يلوذ بالفرار. وقال محامي الضحية "في كل أمريكا، في نيويورك ولوس انجليس وكاليفورنيا وكليفلاند، يقتل الشبان السود بأيدي الشرطة". وفي أول تصريح له منذ مقتل مايكل براون أكد الشرطي دارين ويلسون لمحطة أي بي سي الثلاثاء: إن "ضميره مرتاح" وإنه لكان تصرف بنفس الطريقة مع شاب أبيض. وأوضح إنه خاف من أن يقتل لاعتقاده أن الفتى البالغ من العمر 18 عاماً كان بصدد انتزاع سلاحه ليطلق النار عليه. وقال "إنه انقض علي، وكان سيقتلني". لكن دارين ويلسون الذي ما زال في عطلة إدارة ليس في منأى عن أي ملاحقة. وقد ذكر وزير العدل اريك هولدر بأن ثمة تحقيقين جاريان ووعد بنتائج سريعة من أجل "إعادة الثقة" بين الشرطة والمواطنين السود.