علي. ذ من المنتظر أن تبدأ غدا، بباريس فعاليات المعرض الدولي للكتاب، بمشاركة دور نشر جاءت من مختلف بلدان العالم، من بينهم طبعا، ناشرون جزائريون دأبوا على حط الرحال بباريس للمشاركة في هذه التظاهرة المتميزة. والملفت للانتباه أن فرنسا ارتأت تنظيم هذه الطبعة بضيف شرف متميز، ألا وهو دولة إسرائيل، وذلك بمناسبة الذكرى ال 60 لتأسيسها.. هذا التكريم الذي حظيت به إسرائيل من فرنسا، نددت به منظمات مدنية إيطالية وطلبت تعويضه بجعل سنة 2008 سنة مساندة لفلسطين، وقد أيدت هذه المبادرة مجموعة من المثقفين العرب الذين أكدوا أن دولة اسرائيل هي كيان صهيوني عنصري يرتكب يوميا المجازر في حق الشعب الفلسطيني، معتبرين أن هذه الأفعال الهمجية تتناقض مع الثقافة ومفاهيمها السلمية النبيلة. وتكون فرنسا، بمسعاها هذا، قد أعلنت للعالم أنها تساند وتدعم دولة إسرائيل وجرائمها المرتكبة يوميا في حق المدنيين العزل، مؤكدة بذلك رأي المحللين السياسيين الذين يرون أن فرنسا ساركوزي، قد حلت محل أمريكا بوش وبريطانيا بلير، بل تجاوزت ذلك بكثير. والا كيف يمكن تفسير استدعاء الخارجية الفرنسية يوم 02 فيفري الجاري سفير إيران لتبليغه بيانا جاء فيه أن فرنسا تدين بشدة التصريحات التي أدلى بها الرئيس الإيراني ضد إسرائيل، وجاء على لسان الخارجية الفرنسية باسم السيد "باسكال اندرياني" أن فرنسا عبرت للسفير الإيراني عن استنكارها الكبير.. وكان الرئيس الإيراني أحمدي نجاد قد هاجم إسرائيل في كلمة ألقاها أمام حشد كبير في مدينة بوشهر جنوب طهران، أكد فيها أن الكيان الصهيوني القذر سيسقط عاجلا أم آجلا.. وجراء هذا الموقف الفرنسي المتطرف والمنحاز لإسرائيل، ألا ينبغي للناشرين الجزائريين والعرب عموما، مقاطعة هذه التظاهرة المدعمة لإسرائيل، بل أليس من واجبهم الإنساني والقومي مقاطعة هذه التظاهرة التي ستكرم فيها إسرائيل بمناسبة الذكرى ال 60 لاغتصاب فلسطين. ان التاريخ سيحكم على الذين سيشاركون في هذا المعرض من الجزائريين والمسلمين والعرب، سيما وأن الرأي العام الجزائري سبق أن ندد بزيارة بعض الصحافيين لإسرائيل وعبر عن رفضه وتنديده بالجرائم التي ترتكب في حق الفلسطينيين الأبرياء ومساندته لسكان غزة المجاهدين، مثمنا في الوقت ذاته كل مبادرة تزيح الغطاء عن هذه الجرائم الوحشية، لعل آخرها الإعجاب والاحترام الكبير الذي أصبح يحظى به اللاعب المصري الكبير "أبو تريكة" عند الجزائريين، بعد أن كتب على قميصه خلال منافسة كأس إفريقيا التي أقيمت مؤخرا بغانا، عبارات تعاطف مع سكان غزة. في الأخير لابد من الإشارة إلى أن هذا الموقف الفرنسي المؤيد لكيان عنصري يرتكب يوميا جرائم إنسانية، لا يفاجئنا كجزائريين، لأننا نعرف فرنسا حقيقة المعرفة، فقبل يومين فقط تكون قد مرت 48 سنة عن التفجيرات النووية التجريبية التي قامت بها فرنسا ضد سكان مدينة رڤان الجزائرية المجاهدة والتي سميت بعملية "الجربوع الأزرق". ومع الأسف، فإن هذه الذكرى مرت مرور الكرام علينا، بل أن هناك من يتكلم اليوم عن إيجابيات الاستعمار، فأين هو المجتمع المدني وأين هي الأسرة الثورية، وأين هم الذين يدافعون عن حقوق الانسان؟