تعقدت حالة البرعم محمد المنتصر بالله حفيان، القاطن بمنطقة البحور، التابعة لدائرة تماسين الواقعة 160 كلم عن مقر الولاية ورقلة، وهو في سن الزهور بصورة باتت تتطلب تدخل القاضي الأول في البلاد شخصيا للتكفل به أو نقله للعلاج في الخارج بعد أن ذهبت وعود وزير التضامن الوطني جمال ولد عباس في مهب الريح. وكان هذا الأخير قد نزل إلى عاصمة الواحات نهاية شهر مارس السنة المنقضية عقب تطرق »الشروق اليومي« لوضعية الطفل المذكور، حيث تعتبر إعاقته رابع ظاهرة من نوعها في العالم، حينها قال الوزير في تصريح لوسائل الإعلام »لقد جئت لتفقد هذا البريء بأمر من رئيس الجمهورية«، وقدم ذات المسؤول حينها جملة من الوعود تبخرت بمجرد انتهاء الزيارة الرسمية وعودته إلى مكتبه. وحسب والد الطفل، الذي زار مكتب »الشروق اليومي«، نهاية الأسبوع المنصرم بورقلة وكله حسرة وأسى، أن ابنه لم يستلم سوى مبلغ 20 ألف دينار جزائري، بالرغم من أن نفس الوزير تعهد بعدة حلول منها نقله لمزاولة العلاج خارج الوطن بالتنسيق مع مستشفى مصطفى باشا قصد إجراء عملية جراحية خاصة بالتبول شبه الطبيعي، بدل الوضعية المزرية التي يعيشها، أو إمكانية تركيب جهاز بلاستيكي يسهل عليه الجلوس بطريقة لائقة والتنقل إلى المدرسة، فضلا عن تخصيص منحة سنوية لفائدة الطفل بغية توفير المستلزمات الضرورية له، منها الأكياس البلاستكية الصحية لإفراز البراز والسوائل، وكلها قرارات فورية يضيف محدثنا اتخذت في وقتها بشهادة الجميع، لكن لم يتحقق منها أي شيء لحد الساعة بعد مرور قرابة العام عن الزيارة. وطالب الوالد من السلطات العليا الإسراع لإنقاذ ابنه من الموت البطيء، على اعتبار أنه موظف محدود الدخل وليس في مقدوره ماديا التكفل التام بالأعباء الكبيرة، مشيرا أنه جزائري ومن واجب المصالح المختصة مساعدته للخروج من هذه الأزمة النفسية والمالية الخانقة والتي تتعلق بحياة روح بريئة لا حول لها. كما أكد أنه راسل مؤخرا كل الدوائر المشتركة بما في ذلك الرئاسة للوقوف على هذه الحالة النادرة. ويعدّ محمد المنتصر بالله من التلاميذ الأذكياء بالصف الثاني ابتدائي، يزاول دروسه حاليا بانتظام ويتحصل على أولى المراتب بملاحظات ممتازة، تعرض إلى حادث مرور خطير، قبل ثلاث سنوات بقريته النائية، وهو في سن الخامسة، حيث داهمته شاحنة ذات مقطورة فقد على أثرها جزءه السفلى بالكامل بالإضافة إلى الحوض والأعضاء التناسلية. وهي من الإصابات القليلة التي ينجو منها صاحبها عقب الحادث مباشرة بسبب خطورتها، استنادا إلى الطبيب الجراح السيد موساوي الذي أنقذ حياته بأعجوبة، حيث نُقل إلى مستشفى سليمان عميرات بمدينة تقرت منقسما إلى نصفين وقد عمل الطاقم الطبي ليلتها المستحيل من أجل بقائه حيّا بعد نزيف دموي غزير. وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور مصطفى قاصب، رئيس مصلحة الطب الشرعي بمستشفى محمد بوضياف بعاصمة الولاية، الذي حرر تقرير الخبرة الطبية لفائدة الصبي، أن هذا الأخير معوق مئة بالمائة وأنه يحتاج إلى دعم مادي ومعنوي وبحاجة إلى رفيق دائم نظرا لهذه الحالة التي لا مثيل لها في الجزائر. حكيم عزي