بإعاقات متعددة شلّته حركيا بنسبة مائة بالمائة يحيا الطفل بودالي يوسف صاحب الإثني عشر ربيعا وضعية صحية واجتماعية جدّ مزرية ليضيف بذلك عبئا أكبر على عائلته، خاصة وهو ينتظر يوميا الحصول على علاجه الخاص الذي تسعى والدته جاهدة لتوفيره إيّاه متنقلة في خدمة البيوت متحايلة على الواقع للهروب من تأنيب الضمير. بعد أن كلّت يداها وساعداها من العمل كخادمة في المنازل لتحصل على مقابل زهيد لا يكفي لسدّ حاجيات الأسرة، فكيف للتكفل بطفل معوق، وصف الأطباء طبيعة إعاقته بالمتعددة الإعاقات بنسبة مائة بالمائة يحتاج شهريا ما يعادل أو يفوق نصف راتب مساو للأجر القاعدي. السيدة بودالي نصيرة والدة الصغير يوسف رأت في مناشدة وزير التضامن الوطني جمال ولد عباس مساعدتها على رعاية ابنها السبيل الوحيد لتأمين حق هذا الطفل في الحياة الكريمة التي تنادي بها الهيئات العالمية والوطنية لحماية ورعاية الطفولة فما بالك بفئة الطفولة المعوقة التي تتطلب العناية المادية والحسية أكثر من سواها من الفئات الأخرى. ------------------------------------------------------------------------ زوج بطال وابن معوق ------------------------------------------------------------------------ الوضعية المادية لعائلة بودالي تصنف تحت خط الفقر بالنظر إلى دخلها الضعيف والمحدود، فالأم السيدة نصيرة اضطرت للخروج بحثا عن العمل لإعالة زوجها في مصاريف المنزل التي ازدادت يوما بعد يوم، كلما كبر ابنها يوسف وكبرت معه احتياجاته من أدوية وحفاظات من الحجم الكبير، فلم تجد نشاطا تمارسه سوى خدمة المنازل التي تدّر عليها الشيء الضئيل. ولكن تسير الرياح بما لا تشتهي السفن فبدلا من أن يصبح المال القليل الذي تتحصل عليه نصيرة من خدمة المنازل دخلا إضافيا صار هو الدخل الوحيد لهذه العائلة، فلم يفتأ زوجها أن فقد عمله ليدخل عالم البطالة لتزداد معاناة الأسرة بكاملها ------------------------------------------------------------------------ 6000 دج شهريا مصاريف الدواء والحفاظات ------------------------------------------------------------------------ قصدت السيدة بودالي نصيرة (الحوار) في محاولة أخرى لها لإيصال صوتها إلى الجهات المعنية لمساعدتها على التكفل بابنها المعوق، فبعدما ضاقت بها السبل في توفير العيش الكريم لابنها يوسف الذي تعقدت حالته الصحية وأصيب بالعمى لسوء العناية التي كان من اللازم أن يتلقاها، ها هي اليوم توجه نداءات استغاثتها لانتشال فلذة كبدها من تعقيدات أخرى قد تودي بحياته وهو في عمر الزهور، موضحة الأسباب الحقيقة التي دفعتها لذلك، حيث قالت لو لم يكن زوجي عاطلا عن العمل وكنت أتقاضى أجرا كافيا للعناية بابني لما توجهت بندائي لوزير التضامن الوطني لمساعدتي، فأنا اليوم لا يتجاوز دخلي الشهري 8000 دج، بينما تصل احتياجات ابني وتفوق أحيانا 6000 دج بين أدوية وحفاظات من الحجم الكبير وزيادة على ذلك وبالرغم من أن الضمان الاجتماعي قد منح يوسف بطاقة المعوقين إلا أنه لا يستفيد من المنحة المقدرة ب 6000 دج و التي كانت ستحل العديد من مشاكلي بتغطية مصاريف الأدوية. وأضافت السيدة، التفاتة صغيرة من ولد عباس ستحل مشكلتنا، فنحن لا نطالب بالمستحيل و إنما بحق مشروع لابننا.