اكد خبراء في مجال تكنولوجيات الإعلام والإتصال على ضرورة تطوير المحتوى الرقمي المحلي على شبكة الانترنت، كما طلب هؤلاء بتفعيل قوانين نشر المحتوى الالكتروني والتركيز على الشركاء في قطاع الأعمال، بالاضافة الى خلق سياسة وطنية متفق عليها في كل القطاعات الوزارية من اجل دعم وتيرة التطور التكنولوجي وإستغلال فرصة إطلاق تقنية الجيل الثالث وسط غموض يطرح في الافق حول ماقدمته هذه التقنية للجزائريين بعد عام من إطلاقها. دعا الخبير في تكنولوجيات الإعلام والإتصال يونس غرار، خلال نزوله ضيفا على منتدى "مجلة N'TIC" الثلاثاء في طبعته الثانية بفندق السوفيتال، إلى ضرورة تشجيع وتطوير تطبيقات الجيل الثالث، ما يسمح بتحسين مردودية المؤسسات وعصرنة الإدارات، وتطوير قطاع الخدمات، وإعتبر غرار أن تكنولوجية الهاتف النقال قد فرضت نفسها، وأصبحت وسيلة لبعض التطبيقات التي تساهم في تطوير الإقتصاد الجزائري، مؤكدا أن تقنية الجيل الثالث التي تمر سنة على إطلاقها قد واجهت العديد من المشاكل وسط منافسة شريفة وحادة بين متعاملي الهاتف النقال والمؤسسات الوطنية والخاصة،وقال الخيبر غرار ان المجتمع الجزائري غير راض عن الحصيلة السنوية لإطلاق الجيل الثالث في الجزائر ويعتبرها غير مرضية، خاصة في مجال المحتوى الالكتروني وسرعة التدفق وهي انعكاسات يقول غرار قد ترهن مستقبل هذه التقنية مستقبلا مقارنة بدول الجوار. وعاتب غرار في حديثه على تقنية الجيل الثالث وإنعكاسات الإستخدامات وتطور المحتوى الجزائري بالتحديد على وزارة البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال، معربا عن قلقه للدور التي تقوم به الوزارة حاليا في مجال تطوير المحتوى وقاونين النشر الالكتروني ةالتنمية الرقمية بالبلاد، مؤكدا ان عدم تماشي الوزارة مع التطور الرقمي الحاصل في العالم يؤدي بنا الى القول عن مدى اهمية وجودها في الساحة الحكومية مادامت لاتبلي مقتضيات الشركاء والشعب رقميا. ومن جهته أكد سمير بن عسكر مدير الاعلام والاتصال التكنولوجي لمؤسسة كوندور، على أهمية إدماج آليات التواصل الرقمي والتكنولوجي في المناهج وتكريس ثقافة المدارس والجامعة بنوعية كبيرة ، حيث تساهم على خلق نوعية تفاعلية ، وذكر العديد من المؤسسات التعليمية قد بدأت تواجه هذا التحدي من خلال تطوير برامج التعليم عن بعد، في ظل التغيرات التكنولوجية السريعة والتحولات في أوضاع السوق، معتبرا أن مؤسسته تعمل على وتيرة التكوين والاهتمام بالاستثمار البشري والمحتوى الالكتروني من خلال التعامل مع الطلاب الجامعيين حيث نظمت المؤسسة دورة تكوينية ل850 طالب من اجل انتاج محتوى الكتروني وتطبيقات تحت اشراف 15 خبير جزائري متواجدين في كبرى المؤسسات التكنولوجية في العالم، وقيم بن عسكر استخدمات تقنية الجيل الثالث في عامه الاول بالجزائر بالمتواضع، مؤكدا بان الجزائري لايريد ان يكون هناك كل المحتوى إخباري. وقال رسلان بن شريف خبير دولي في التكنولوجيات الحديثة ومدير عام مؤسسة MPS، إن سرعة تدفق الأنترنت التي توفرها تقنية الجيل الثالث يمكن أن تصل نظريا إلى150 ميغابايت في الثانية، وهي سرعة تفوق ب 7 إلى 8 مرات سرعة التدفق الحالية في نظام الربط المعروف ب "أ.دي.أس.أل"، منوها بأن السرعة وجودة الخدمة مرتبطة بتكثيف التغطية بالهوائيات اللازمة حتى لا يكون امتصاص للإشارة وتكون الخدمة ذات جودة، مؤكدا في الأخير أن هذه التكنولوجيا ستساهم حتما في سد الفجوة الرقمية والتكنولوجية بين المدن القرى الجزائرية. ودعا رسلان إلى ضرورة تسريع إطلاق شبكة الجيل الرابع في الجزائر لما تقدمه من خدمات فائقة في مجال نظام المعلوماتية وتكنولوجيا الاتصال، وأكد ان شبكة الجيل الرابع ستقدم سرعة تدفق أكبر بمعدل عشر مرات ،وستكون الخدمات الالكترونية سريعة في إرسال الملفات وزيادة في حجم المعلومات كما ستشهد المؤسسات زيادة في الطلب وهذا ما يساهم في تطور الإقتصاد الوطني و الاستثمار،وقال "بات لزاما التفكير في إشراك التكنولوجيا الإتصالية في حياة المواطن الجزائري، عن طريق “الحوكمة الإلكترونية" وهي تقنيات معمول بها في عديد بلدان العالم، وحتى في البلدان العربية تعرف هذه التقنيات.