عبد المالك درودكال: أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال كشفت تحقيقات أمنية في الاعتداءات الإرهابية الأخيرة، أن المدعو عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود) أمير التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" أقحم عناصر شبكات الدعم و الإسناد خاصة بالمنطقة الثانية (البويرة، بومرداس، تيزي وزو) في تنفيذ الإعتداءات الإرهابية أبرزها الاعتداءين على تائب بزموري، واغتيال 5 جنود برأس جنات ببومرداس. * و يرى متابعون للشأن الأمني ومسار "الجماعة السلفية" في الأسابيع الأخيرة، أن هذه الخطة تبقى الخيار الوحيد الذي بقي أمام "درودكال" بعد القضاء على أغلب العناصر العملياتية التي قادت الهجمات الانتحارية في العاصمة، والمناطق الحضرية المجاورة لها، منهم أمراء سرايا وكتائب وقياديين في التنظيم الإرهابي، ومن قدماء الناشطين في العمل المسلح، إضافة إلى انكشاف أغلب عناصر الدعم والإسناد التي أصبحت معروفة ومطلوبة من طرف مصالح الأمن بعد تحديد هويتها، حيث قادت مصالح مكافحة الإرهاب حملة نوعية مركزة ضد الخلايا النائمة المكلفة بالدعم اللوجيستكي، والقواعد الخلفية للتنظيم الإرهابي منذ التفجيرين الانتحاريين اللذين هزا العاصمة في 11 ديسمبر من السنة الماضية، واستهدفا مقري المجلس الدستوري ببن عكنون، والمفوضية الأممية بحيدرة. * ويؤكد مراقبون أن الوضع الداخلي المتردي للتنظيم يعد أحد ارتدادات العمل الأمني الذي تم منذ نهاية السنة الماضية، مما جعل الانتقال إلى النشاط المسلح المباشر مفروضا على قيادة درودكال بفعل الواقع وضغط القيادة في الجبال أيضا، حيث تفيد شهادات تائبين حديثا أن هناك تهما متبادلة بين عناصر التنظيم حول "توزيع المهام" من طرف قيادة درودكال في ظل "تداخل الصلاحيات" منذ تعيين حذيفة العاصمي، أميرا للمنطقة الثانية من حيث اختيار عناصر دون أخرى لتسيير الأموال والغنائم، وإجبار البعض على حمل السلاح والانتقال إلى الجبال، ما اضطر درودكال إلى تهدئة التوتر بقوله حسب ما نقل تائبون انه "تقرر تعميم النشاط المسلح"، وهو ما يفسر توسيع خريطة العمليات الإرهابية، كما يرى متابعون للشأن الأمني أن هذه الخطة تندرج أيضا في الرغبة الملحة لدى درودكال في العودة لتنفيذ عمليات استعراضية لاسترجاع البريق المفقود، وحفظ إمارته في ظل فشل الإعتداءات الإرهابية، منها الإعتداءات الانتحارية التي راهن التنظيم عليها لما ترافقها من ضجة إعلامية، آخرها الاعتداء الإنتحاري الذي استهدف مقر ثكنة الحرس الجمهوري ببرج الكيفان شرق العاصمة. * إلى ذلك، لا يستبعد أن تكون قيادة درودكال قد قررت "نقل" عناصر شبكات الدعم والإسناد إلى الجبال بعد إقحامها في الإعتداءات الإرهابية المباشرة في ظل تراجع التجنيد، وقلة العناصر العملياتية بعد القضاء على العديد منهم خلال الأشهر الأخيرة.