تعرف مؤسسة إتصالات الجزائر بالأخضرية بولاية البويرة تدهورا كبيرا في الخدمات، تكرست بالإنقطاعات المتكررة للهاتف الثابت والأنترنت، مما حول مقرها إلى محج يومي لعشرات الزبائن والمشتركين للاحتجاج، لكن افتقاد الأعوان للاحترافية والأجوبة المقنعة حوّل الاحتجاجات الفردية والجماعية، إلى حالات غضب وتلاسن أفضى إلى قيام البعض بالتوقف عن الاشتراك في الخدمة، والتوجه للبحث عن بدائل أخرى. وتعود أزمة زبائن اتصالات الجزائر بالأخضرية إلى شهور مضت، لما عمّت الإنقطاعات المتكررة لأحياء عديدة، زيادة على تعرض المركز التقني للإتلاف نتيجة التقلبات الجوية الأخيرة، أضيفت إلى التدخل العشوائي لأعوان المؤسسة، وافتقادهم للإمكانيات التقنية وللطاقم الكافي لتغطية العدد الكبير من الزبائن والمشتركين. وإن تتحجج المصلحة التقنية في كل مرة لزبائنها بمحدودية تعداد الأعوان والأعطاب التي يتسبب فيها شركاء آخرون، كمؤسسات المياه و التهيئة والبناء، فإن عددا من الزبائن التقيناهم في مقر المؤسسة، اعتبروا ذلك تهربا من المسؤولية، وسيناريوهات واهية لتبرير العجز وتردي الخدمات، ولا علاقة لها بما يردده مسؤولو المؤسسة. ونفى أحد الخواص الذي اتهم بتسبب أشغال ورشته في تعطيل قناة رئيسية في حي 480 مسكن، وأشهد عدد من المحتجين على أن أشغاله لم تمس شبكة اتصالات الجزائر، مستغربا الإدعاءات التي يطلقها مسؤوليها حول إحالة المسألة للأمن والعدالة، بينما هو برئ منها. وصرح عدد من المشتركين، بأن "بعض الأعطال يعود إلى خمسة وستة أشهر، ورغم الشكاوى ومطالب التدخل لإصلاح الوضع، إلا أنه لا حياة لمن تنادي"، في حين قال آخر أن "سرعة الأنترنت كسرعة السلحفاة، رغم التشدق برفع التدفق من 1 إلى 2 ميغا". وأكد زبائن آخرين بأن "تدخلات أعوان المؤسسة لإصلاح الأعطاب، تتم أحيانا بالمفاضلة "المعريفة"، فمن يعرف عونا أو له علاقة مع مسؤول في المؤسسة يتم إصلاح خلله فورا، ومن لا يعرف عليه بالانتظار". وأضاف آخر "خرجات المؤسسة هو تقسيم المهام بين الوكالة التجارية والمصلحة التقنية للتهرب من الزبائن، فأعوان الوكالة يرفعون المسؤولية عن أنفسهم ويوجهون المشتكين إلى المصلحة، والمصلحة لا تستقبل الزبائن إلا مرة في الأسبوع، وإذا صادف يوم الاستقبال يوم عطلة أو حدث طارئ، يقضي الزبون الأسبوع تلوا الأسبوع للاستفسار عن وضعه". وكشف أحد الزبائن أن "المؤسسة تمارس الكذب على الزبائن، فبعد إعلان تعطل خط ما، يتم وضع إشارة (أصلح) بعد أيام، ولما يذهب الزبون للاستفسار يقال له أن الخط قد أصلح، بينما الخط يبقى معطلا ولم يصلح في الواقع، ليعيد تسجيله في قائمة الأعطال وهكذا دواليك، وهي ظاهرة تتكرر مع العديد من المشتركين".