الشعب يسمع الأرقام..فقط عبر الخبير الاقتصادي ورئيس الجمعية الوطنية لتنمية اقتصاد السوق، عبد الرحمن مبتول، عن سخطه الشديد بسبب سوء إدارة الأموال التي تدرها عائدات البترول. * وقال إن "الجزائر تدار بصورة سيئة، بينما البلاد تنعم بثراء اقتصادي، مضيفا أن المستفيد من أرباح البترول القياسية هم الأشخاص القلائل الذين يحكمون البلاد الذين عرفت ثرواتهم زيادات كبيرة، لكن هذا لا ينطبق على الجزائري العادي". * قال الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول، إن البلدان المنتجة للنفط تزداد ثراء، ما تعكسه الزيادة المطردة في عدد الصناديق السيادية التابعة لهذه الدول، بالإضافة إلى الشركات البترولية وشركات المناولة، مضيفا أن دولا مثل السعودية وفنزويلا والجزائر عرفت مداخيلها انتعاشا قويا صاحبه تدهور اقتصادي واجتماعي، حيث بلغ التضخم مستويات مرتفعة جدا في هذه الدول وخاصة السعودية. * وزادت حدة التبذير في هذه البلدان، بحسب الخبير الاقتصادي مبتول، الذي أشار إلى أن التسيير السيء للموارد القياسية أدى إلى هدر مبالغ كبيرة وانتشار واسع لظاهرة الرشوة، ما تسبب في عدم التحكم في المشاريع المنجزة. * وحذر مبتول من عواقب التمركز الخطير لجزء كبير من الثروة في يد الطبقة الريعية المتحكمة، على حساب بقية الفئات الواسعة من المجتمع التي تزداد فقرا كلما ازدادت الدولة غنى. * وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن الفضل في تحقيق هذه المكاسب لا يعود لحسن التدبير والإدارة الجيدة للاقتصاد الوطني، بقدر ماهي هبة من الطبيعة، على اعتبار أن الحكومة لا تملك تصورا واضحا ولا رؤية منسجمة حول أوجه الاستخدام الرشيد والإيجابي لهذه الموارد القياسية في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية خارج المحروقات. * وأوضح مبتول أنه مع ارتفاع أسعار النفط من الطبيعي أن تصبح الدول المنتجة للبترول أكثر رخاء، لكن الدول المنتجة لم تكن المستفيد الوحيد من ارتفاع الأسعار، بل الشركات البترولية التي من جانبها حصلت على نصيبها من الكعكة، وإذا كان سعر الوقود في عديد من الدول المنتجة رخيصا نسبيا، إلا أن الشعوب لم تحصل بشكل كاف على حصتها من هذا الثراء نتيجة عائدات الذهب الأسود.