التقى وفد يمثل تنسيقية الحركات الأزوادية في شمال مالي، بوزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، وهو اللقاء الذي يأتي تحضيرا للجولة المقبلة من المفاوضات التي ترعاها الجزائر بين الحكومة المالية، والحركات المعارضة لها في الشمال. وأفاد بيان صادر عن الخارجية الجزائرية، أن ممثلي تنسيقية أطراف الحوار لحل الأزمة في منطقة شمال مالي، عبروا عن تمسكهم بمنهج الحوار من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي بالعمل مع فريق الوساطة الذي تقوده الجزائر. وجاء هذا التأكيد، بحسب بيان الوزارة، على لسان كل من الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد، بلال آغ شريف، وممثل الحركة العربية الأزوادية، سيدي ابراهيم ولد سيداتي، وممثل المجلس الأعلى لتوحيد الأزواد، محمد آغ أهاريب، وذلك في تصريحات لهم أعقبت لقاءهم مع رمطان لعمامرة، تحسبا لاستئناف الأطراف المالية المتنازعة، للحوار الشامل لحل الأزمة المالية. ونقل البيان بلال آغ شريف قوله: "نحن متواجدون بالجزائر لتعميق الحوار والنقاش حول مسألة المفاوضات ومسألة الإعداد للتوصل لحل نهائي للصراع القائم منذ مدة طويلة جدا بمنطقة شمال مالي"، مضيفا: "نحن نتقدم كل يوم إلى الأمام في إطار الحوار"، ودعا جميع الأطراف المعنية لتقديم التسهيلات للتوصل إلى حل نهائي في إطار الحوار". أما ممثل الحركة العربية الأزوادية، سيدي ابراهيم ولد سيداتي، فركز في تصريحه على النقاط التي تم التطرق إليها خلال اللقاء مع وزير الخارجية، مشيرا إلى أن الهدف من اللقاء كان "التحضير لاستئناف الحوار بين كل الأطراف، حيث تم استعراض إجراءات استئناف المفاوضات وتقييم ما تم التوصل إليه خلال الجولات الماضية، مع قائد فريق الوساطة الجزائري". وأعلن ممثل المجلس الأعلى لتوحيد الازواد، محمد آغ أهاريب، تمسك المجلس باتفاق الجزائر المتعلق بفتح الحوار والمفاوضات بين الأطراف المالية، وأكد "احترام مسار المفاوضات ونحن اليوم بالجزائر للتأكيد على ذلك، كما أننا متمسكون باتفاق الجزائر ونحترم الهدنة طبقا لما تم الاتفاق عليه سابقا". ومن جهتها، قالت تنسيقية الحركات الأزوادية إن وفدا من التنسيقية وصل الجزائر، تحضيرا لجولة المفاوضات القادمة مع الحكومة المالية، المقررة في 25 من الشهر الجاري، وأشار البيان إلى أن الجانبين تباحثا خلال اللقاء مشروع اتفاق السلام المقترح من طرف فريق الوساطة، كما تناول اللقاء الحديث عن الوضع الأمني والقضايا الإنسانية في أزواد. ولم يقدم أي من الطرفين تاريخ 25 جانفي كموعد لاحق للمفاوضات، وهو ما يؤشر على أن هذا الموعد الذي سبق وتم تحديده في وقت سابق، ليس مؤكدا في الوقت الراهن، لاسيما في ظل الأحداث التي تشهدها منطقة الأزواد في الشمال المالي، والتي ميزها الهجوم الذي تعرضت له مواقع تابعة للحكومة المركزية. وفي السياق ذاته، أكدت تنسيقية الحركات الأزوادية أن العمليات العسكرية التي قامت بها مؤخرا، استهدفت ما وصفتها ب"الميليشيات" الموالية للحكومة المركزية، وهو ما يعني أن الطرفين دخلا في حرب مواقع تحسبا لحصول اتفاق في اللقاء المقبل بالجزائر.