تعتزم وكالة التنسيق والتعاون التركية (تيكا)، ترميم قصر الداي بالجزائر، حيث قام وفد فني مكون من خبراء، وأكاديميين بزيارة الجزائر العاصمة لتنفيذ الدراسات الأولية. وأفاد بيان صادر عن الوكالة أن الوفد التركي، الذي زار القصر اطلع على عمليات الترميم السابقة، وتلقى معلومات تفصيلية من مسؤولي وزارة الثقافة الجزائرية، كما زار الوفد مسجد كتشاوة بالعاصمة الذي تتولى الوكالة ترميمه. ويقع القصر، الذي بني في القرن السادس عشر، في الزاوية الشمالية الشرقية للقصبة (المدينة القديمة)، وهو مجمع يضم مسجدين، وقصرًا ثانيًا، ومخزنًا لملح البارود. وتحيط بساحته المستطيلة أربعة أجنحة مبنية على ثلاثة طوابق، وهو ثاني أكبر قصر للحكم في الأراضي التي كانت تحت حكم العثمانيين، بعد قصر "طوب قابي" في إسطنبول. وشهد القصر "حادثة المروحة" الشهيرة عام 1827، عندما حضر القنصل الفرنسي، "شارل دوفال" إلى القصر، وهناك "طالبه الداي حسن" آخر دايات الجزائر بالديون المترتبة على فرنسا عندما ساعدتها الجزائر حين أعلنت الدول الأوروبية حصارًا على الأولى بسبب الثورة الفرنسية، فرد القنصل على "الداي" بطريقة غير لائقة فطرده "الداي" ملوحًا بالمروحة فبعث الملك "شارل العاشر" بجيشه بحجة "استرجاع مكانة، وشرف بلاده"، متخذًا الحادثة سببًا لحصار الجزائر، واحتلالها عام 1828. جدير بالذكر أن "الداي" ويعني "الخال" بالتركية، كان لقبًا يطلق على أحدة قادة الإنكشارية (الجيش العثماني بين عامي 1363-1826)، ثم صار أيضًا أحد مراتب السلطة في الدولة العثمانية منذ عام 1671 لا سيما في تونس، وطرابلس الغرب، والجزائر.