أثار الصحفي الإسباني "بيدرو كناليس" مجددا ما تداولته مؤخرا بعض التقارير الصحفية حول الغياب الطويل للملك محمد السادس عن المغرب خلال الشهر الماضي. وفي الحوار الذي أجرته معه صحيفة "هسبريس" المغربية، أكد هذا الصحفي ما كتبه مؤخرا في مقال نشر في الموقع الالكتروني "أميرسيال"، حيث قال أن الملك لم يكن يرغب في العودة إلى المغرب وأن شقيقه مولاي الرشيد وكذلك الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بذلا جهودا كبيرة من أجل إقناعه بالعودة خلال وجوده في إقامته الخاصة بباريس. * ويؤكد الصحفي الاسباني أن وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي.أي.ايه" تدخلت على الخط واجتمعت بجنرالات المغرب لتدارس "الوضع المغربي المقلق". * وبحسب ما أوردته الصحيفة المغربية نقلا عن الصحافي الإسباني الذي وصفته بالمعروف، فإن الملك محمد السادس يواجه صعوبات شخصية في ممارسة الحكم وهو يفكر في التخلي عنه إما لصالح أخيه رشيد أو بوضع وصاية على الحكم من طرف مجلس العرش حتى يبلغ ابنه الحسن السن القانوني. * وحول طبيعة هذه الصعوبات، أعرب الصحفي الإسباني عن اعتقاده بأن الملك غير واثق من نفسه، وقد يكون مفتقرا لدعم باقي أفراد الأسرة الملكية، ويخشى من ردود فعل غير طيبة من طرف أخيه الأمير رشيد وابن عمه الأمير هشام، ويستند "بيدرو كناليس" في تحليله لوضع الملك محمد السادس إلى ما كتبه الصحافي الفرنسي "جان بيير توكوا" منذ زهاء سبع سنوات في كتابه "آخر ملك"، والذي كان قد انتقد فيه محمد السادس، وقال عنه أنه وجد نفسه يحكم بعامل الوراثة، ولكنه وفي ذات الحوار، يقول الصحفي الإسباني، وهو خبير في الشؤون المغربية، أن المصادر التي زودته بالخبر أكدت له أن مصالح الاستخبارات الأمريكية قلقة جدا من هذه التطورات، حيث أن أي زعزعة يتعرض لها النظام المغربي سيكون لها تأثير كبير في المنطقة، فضلا عن المدخل الغربي الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، الذي يعتبر نقطة إستراتيجية مهمة بالنسبة للغرب. * وكان الغياب الطويل للملك في الخارج وبالتحديد في آسيا وفرنسا قد أثار علامات استفهام لدى المغاربة، وخاصة في ظل استحواذ الملك على كل الصلاحيات، حيث أن غيابه تسبب في وجود فراغ حقيقي في السلطة.. ونتيجة لذلك الغياب جرى تجميد زيارة رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس زباتيرو إلى المغرب، وتأجلت زيارة كان سيقوم بها الملك إلى كل من موريتانيا ومصر.