تألمت عائلة الدبيبي بالطارف في ستينية الثورة من الإقصاء المتكرر لوالدهم المجاهد، الذي أنهك الجيوش الفرنسية في جبال بني صالح ولم يعط حقه، ولو بتسمية منطقة صغيرة عليه، ورغم امتلاك العائلة وثائق مهمة وأجندة سجل فيها والدهم منذ بداية العمل الثوري كل الوقفات التاريخية، وبالصور، لأبطال جبهة التحرير الوطني في شرق البلاد. واليوم بعد أن رحل هذا المجاهد، الذي كان ذكيا واحتفظ بصور وأسماء ومناطق السيرة الثورية له، تناشد عائلته من خلال اتصالها بجريدة "الشروق"، وزير المجاهدين الطيب زيتوني أن يجعل من أجندة والدهم وثيقة لتدوين تاريخ الثورة في مناطق بالطارف وقسنطينة والحدود التونسية، ويلتفت لشخصية كوالدهم لإعطائها قيمتها ومكانتها في التكريمات الخاصة بأبطال ثورة التحرير الوطني. يقول ابن المجاهد أحمد الدبيبي المكنى"لكواترو" إن هذا الأخير صعد الجبال، وهو دون العشرين سنة وكان ذلك سنة 1955، واختار جبل بني صالح كمسقط رأسه بالطارف، لبداية العمل الثوري، وبعد أن خاض العديد من المعارك مع مجموعة من المجاهدين منهم تاقيدة، عمارة بوقلاز، بخوش بالخير، سدراية ديشة، بخوش بوجمعة، نصيب حسين، سي حسن خليل، شارك في منطقة بوقوس بالعديد من المعارك كمعركة "الماكسة" بدأت التي استشهد فيها "سي حسن خليل" مقابل خسارة العدو 12 فردا وبعدها معركة "شليش عمر"، حيث قام المجاهد دبيبي أحمد بمهاجمة برج الشافية رفقة مجاهدين وهم صالح النبيلي وحميد لقروم ومحمد الشاوي وبليلي نوار، كما شارك دبيبي في تفجير مزرعة للعدو الفرنسي المليئة بالألغام، وتقديرا لبطولاته عُين قائد المجموعة برتبة مساعد سنة 1958 وذلك بقيادة المجموعة التالية غرايية مسعود، خروف حسين، غرس الله علاوة،صواب توهامي،عريف حسين، قرفي بشير، صواب حسين، شادلية عمار، موقاس أحمد، خروبي أحمد، طاهري علاوة، جناني علي، بن ستيتة لخضر. عندما استشهد طاهري علاوة، تحمس دبيبي وحقق بطولات في الطارف على الحدود التونسية الجزائرية وهجم على الحمري وهي ثكنة للعساكر الفرنسية. ومن بين أهم الهجومات التي قام بها رفقة مجاهدين ضد الاستعمار، اقتحام عرس لحركي في شاليه قتل فيه 40 فرنسيا، وتدعى بعين الزانة، وبعد استشهاد القائد رحيلي يونس بالأسلاك الكهربائية لخط شارل كان نائبه المجاهد دبيبي احمد، حيث عُين بعد ذلك قائدا خلفا له في جبل بني صالح، في سنة 1959 رقي دبيبي لرتبة ملازم، وأصبح سنة 1961 قائد مجموعة رفقة بالقاسم بوسنة، مشري محمد الذي استشهد في نفس السنة. كان المجاهد القائد دبيبي احمد المكنى"لكواترو" رفقة مجموعته يُهرب الأسلحة من تونس ويأخذها إلى الناحية الشرقية، أين يقوم بمعارك إحداها استشهد فيها سلامي رابح بقسنطينة، وشارك المجاهد في نقل الأسلحة إلى منطقة القبائل، أين خاض في جبالها عدة معارك.