أفردت القمة الحكومية الثالثة بدبي التي حملت عنوان "استشراف حكومات المستقبل"، المساحة الأبرز للنقاشات والمداخلات لموضوع واحد هو الحياة الذكية بمختلف قطاعاتها. وفي السياق، ناقشت القمة قضية المدن الواعية وكيف ستتعرف مدن المستقبل على سكانها، حيث قدم الدكتور كارلو راتي، الذي يشغل منصب مدير مختبر المدن الذكية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجي بأمريكا، رؤى حية تبين كيف يمكن للمدن والحكومات أن تستفيد من كل البيانات المتاحة عن الأجهزة والأشياء من حولنا، سواء كانت عناصر بنية تحتية أو حركة للسكان أو حركة السيارات، وكيفية جمع النفايات بالمدن وإعادة التدوير وتسيير حركة الراجلين والسيارات، واستهلاك الطاقة وترشيدها. وتشمل الحياة الذكية طب المستقبل، وحاجة الحكومات والمجتمع الطبي لإحداث نقلة نوعية في نماذج التعليم الطبي، تتلاءم مع ما يشهده العالم من ثورة تقنية وتغيير جذري في متطلبات الرعاية الصحية، خاصة وأن الأجهزة المحمولة أصبحت تمثل "منصات صحية جديدة"، فالأجهزة التي يمكن ارتداؤها، مثل الساعات وأجهزة الدعم التقني، مثل الشوكة الإلكترونية التي تراقب عادات الأكل، أصبحت تصل إلى الناس في منازلهم، بأسعار مناسبة، بل أصبحت الزيارات الافتراضية والكشف الصحي ووصف العلاج عن بعد أمرا واقعا. وخلال القمة، أعلنت دولة الإمارات عن إطلاق جائزة الإمارات للروبوت والذكاء الاصطناعي وذلك بقيمة مليون دولار أمريكي في نسختها العالمية التي بإمكان المبدعين والمخترعين الجزائريين المشاركة فيها وبقيمة مليون درهم إماراتي للنسخة المحلية، وهذا من خلال الموقع التاليwww.roboticsforgood.ae. وناقشت قمة دبي لاستشراف حكومات المستقبل قضية الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين، وكيفية جعلها ذكية تتم بسرعة وعن طريق أجهزة الهواتف الذكية، وتوفير الجهد والوقت على المواطن، وهو الشق الوحيد تقريبا الذي شرعت الجزائر في تجسيده على أرض الواقع، من خلال خدمات الحالة المدنية مثلا والسوابق العدلية وغيرها، وهي الخدمات التي لا يمكن أن يتم إطلاقها من دون التوفر على قاعدة بيانات "داتا بايز" تماما مثلما هو عليه الحال لسجلات الحالة المدنية الجزائرية.