شيعت الخميس، جنازة الصياد، رضا خيثر، البالغ من العمر 24 عاما وسط أجواء مهيبة بمقبرة بن حوة بمدينة مستغانم، بحضور حشود من المعزين أغلبهم من ممتهني قطاع الصيد البحري، الذين تأثروا بالحادثة المأساوية التي أودت بحياة اثنين من زملائهم. وكان الصيادان قد تعرّضا قبل أيام إلى حادثة انقلاب قارب الصيد الذي كانا على متنه لدى عودتهما من رحلة صيد عند مدخل ميناء الصيد والنزهة في حي صلامند الساحلي في مستغانم. وقد تجند أمس الجمعة، عدد من الغواصين على مستوى ميناء الصيد، من بينهم متطوعون وآخرون من فرقة الإنقاذ التابعة لمصالح الحماية المدنية للبحث عن جثة الصياد الثاني، المدعو "نعيم خالف" صاحب ال22 عاما، حيث كانت عملية البحث عن الجثة المفقودة قد تواصلت طيلة نهار الخميس من طرف المتطوعين، رغم صعوبة الرؤية في عمق البحر نتيجة التيار البحري، إذ أدّت الرياح إلى انقلاب قارب الضحيتين، عند مدخل الميناء ما جعل القارب يصطدم بالصخور الواقية للميناء. وقد تمكن شباب حي صلامندر خلال الساعات الأولى من يوم الخميس من انتشال الشاب رضا، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة مباشرة بعد نقله إلى الاستعجالات الطبية، متأثرا بالجروح الخطيرة على مستوى الرأس بعد ارتطامه بالصخور كما تم في نفس العملية استخراج قارب الصيد. ويعول أهل نعيم خالف، على المتطوعين لانتشال جثة ابنهم وسط أجواء من الحزن على فقدان الابن، الذي كان يوفر لقمة العيش للعائلة مثله مثل زميله رضا خيثر. وكان مهنيو قطاع الصيد البحري بمدينة مستغانم خاصة أصحاب المهن الصغيرة، قد دخلوا الخميس الماضي، في حالة حداد، حيث أصيبوا بصدمة كبيرة، بعد هلاك زميليهم، إثر عودتهما من رحلة صيد، حيث تعرض القارب الذي كان على متنه لانقلاب عند مدخل الميناء تحت تأثير التيار البحري. واستمرت عملية البحث عن الجثتين طيلة يوم الخميس بفضل تجند شباب حي صلامندر، الذين بادروا منذ الساعات الأولى من إعلان الحادث إلى الغوص في الأعماق لانتشال الجثتين، حيث كللت إحدى عمليات البحث بانتشال جثة الشاب رضا البالغ من العمر 24 عاما.