تنقل الاتحاد العنابي ظهيرة الجمعة من عين دراهم إلى تونس العاصمة حيث لعب مباراة ودية ضد عميد الأندية التونسية الترجي الرياضي بملعب المنزه بحضور حوالي 5000 متفرج في مباراة متكافئة في الأداء، لكن نتيجتها كانت للمحلين بهدفين نظيفين، سجل الأول في الوقت بدل الضائع من المرحلة الأولى وبالضبط في (د45+1) والثاني مباشرة بعد انطلاق الشوط الثاني، وقد سجلنا تحسنا ملموسا على أداء التشكيلة العنابية، خاصة إذا ما قارناها بالمواجهتين السابقتين ضد كل المونستير وجندوبة، حيث نجد أن الفرق شاسع لكون الفريق أنذاك كان خارج مجال التغطية. * الفريق صمد حتى نهاية الشوط الأول * أقحم المدرب بلحوت في هذه المباراة التشكيلة الآتية: حوامد، رماش، زازو، بوعصيدة، حركات، حملاوي (فاديغا د62)، بوشريط، ربيح (سوانغا د28)، الهادي عادل، قوعيش (حميدي د62)، بوقرة (بودار د81)، وقد تمكنت التشكيلة الأساسية من الوقوف الند للند أمام الترجي، حيث كانت الهجمات متبادلة بين الفريقين قبل أن يتعرض الاتحاد لضربة موجعة عندما اصيب ربيح ليضطر للخروج وهو ما أفقد الفريق توازنه لتميل السيطرة بعد ذلك للمحليين الذين سجلوا هدفا في الوقت بدل الضائع للشوط الأول. * * إصابة ربيح تبعده عن التدريبات * تعرض اللاعب ربيح لإصابة بليغة على مستوى ركبته مما جعله لا يتدرب مع زملائه أمس بسبب الانتفاخ الذي حصل له والمصحوب حسب اللاعب بآلام رهيبة، وكان اللاعب قد اصطدم بمدافع تونسي مما أحدث له دورانا في ركبته وجعله في حالة فزع منقطعة النظير، ومن حسن حظه فطبيب الفريق مصطفى قرد عرف كيف يرجع ركبته لوضعها الطبيعي والكل في انتظار نتائج الفحص بالأشعة لتحديد عودته للتدريبات التي ستكون بنسبة كبيرة غدا. * * دخول بودار وفاديغا جعل السيطرة عنابية * وبالعودة لمجريات الشوط الثاني فرغم تمكن الترجي التونسي من مضاعفة النتيجة مباشرة بعد انطلاق المرحلة الثانية إلا أن اداء الفريق سار من حسن إلى أحسن، خاصة بعد دخول الايفواري فاديغا وبعده المايسترو بودار مما جعل السيطرة عنابية في العشرين دقيقة الأخيرة وكانت أبرز الفرص لصالح الهادي عادل وقوعيش، لكن الفاعلية لاتزال غائبة عن العنانبة. * * بودار أبهر الجميع * رغم أنه لم يدخل سوى في العشر دقائق الأخيرة من المباراة وكان الوحيد الذي تنقل مع الفريق بعد أن شارك في مواجهة جندوبة، إلا أن مهدي بودار خطف كل الأنظار واعجب حتى التوانسة الذين ظلوا يسألون عنه وأبدوا تعجبا من الاعتماد عليه في الدقائق الأخيرة نظرا لإمكاناته الفنية الراقية. * * بوجليدة أقوى من حركات * بدأت معالم التشكيلة العنابية تتضح تدريجيا وبدا واضحا أن المدرب بلحوت لايزال في رحلة البحث عن محور الدفاع، فإذا كان بوعصيدة قد وظف كل خبرته وتألق امام الترجي فإن المستقدم الجديد حركات لم يؤد ما كان منتظرا منه مما جعل بلحوت يتساءل إن كان بوعصيدة قد سبق له اللعب مع بوجليدة المتواجد حاليا في فورمة كبيرة، والأكيد أن المباراة القادمة التي ستجمع الاتحاد بنادي قربة من القسم الثاني التي ستكون يوم الثلاثاء القادم سيتشكل فيها محور الدفاع من الثنائي بوعصيدة رفقة بوجليدة. * * حوامد أدى مباراة كبيرة * قبل اقل من شهر لانطلاق البطولة وبالنظر للاصابة التي يعانى منها الحارس الدولي الوناس قاواوي فإن كل المؤشرات توحي بأن الحارس رقم واحد لعنابة خلال الموسم القادم سيكون حوامد حسان الذي رغم تلقيه لهدفين أمام الترجي إلا أن ذلك لا يمنع القول بأنه قد لعب مباراة كبيرة بعد ان أظهر امكانات معتبرة. * * بوقرة استعاد أيام المنزه * مباشرة بعد وصول حافلة الفريق إلى ملعب المنزه، أطلق المهاجم المغترب فؤاد بوقرة تنهيدة طويلة لكونه استعاد أيامه الذهبية مع النادي الافريقي، خاصة عندما كان يشرف عليه المدرب الفرنسي دي كاستال الذي كان وراء لعبه في تونس، حيث ابدع في موسمه الأول قبل ان تنقلب عليه الأحوال قبل بداية الموسم الماضي مما جعله يقاطع الفريق وكاد أن يعلن اعتزاله لولا أن منادي عرف كيف ينتشله من البطالة ليفتح بوقرة بعدها صفحة جديدة في البطولة الجزائرية التي يقول عنها ان مستواها قادر ان يتحسن بشرط واحد أن يتم الغاء اللعب فوق الملاعب المعشوشبة اصطناعيا (الطارطون). * * الترجي لعب بتشكيلتين * كما كان منتظرا فإن الترجي استغل مواجهة عنابة لتحضير مواجهة العودة من كأس الكاف التي ستجمعه بجاره وغريمه النجم الساحلي الذي حقق المهم ذهابا بفوزه بثنائية نظيفة ولهذا فقد اعتمد مدرب الترجي على تشكيلتين مختلفتين من اجل ايجاد التشكيلة المثالية القادرة على ازالة كابوس الإقصاء الذي يهدده لكون أحباء الفريق قد يقبلون الخروج على يد أي ناد افريقي آخر أما أن يكون على يد النجم وفي مواجهة لا تتكرر كثيرا فهذا سيجعل بيت الترجي على صفيح ساخن. * * تنظيم محكم وصارم رغم الطابع الودي * رغم الطابع الودي للمباراة، إلا أن التنظيم بملعب المنزه كان صارما جدا ومحكما بكل المقاييس وهو ما يؤكد احترافية الترجي التونسي الذي رغم تراجعه في المواسم الأخيرة وعدم تمكنه من تحقيق حلمه الافريقي المتمثل في التتويج برابطة الأبطال إلا أنه يبقى الرقم واحد في تونس. * * "كمشة" من الهوليغانز في المنزه * حضر المواجهة حوالي 5000 متفرج أغلبهم من انصار الترجي، لكن الهوليغانز لم يفوتوا الفرصة وسجلوا هم ايضا حضورهم حيث تنقل حوالي 150 مناصر عنابي لملعب المنزه الذي علقت فيه رايات عملاقة تمجد الاتحاد العنابي. * * بلحوت: "صراحة، قبل اللقاء كنا متخوفين من الترجي التونسي لكونه كان مطالبا برمي كل ثقله ضدنا قبيل موعده الرسمي القاري وتخوفي الأكبر كان من الارهاق الذي سيطر على لاعبي الفريق خلال الفترة الأخيرة، خاصة وأننا تدربنا عاديا صبيحة المباراة لكن فوق الميدان اللاعبون حطوا رأسهم في اللعب، فكانت الارادة والمستوى الجيد لأغلب اللاعبين ولو أنه مازال ينقصنا الاندفاع الهجومي الذي يسمح لنا بإحراز الأهداف، ومن سوء حظنا ان الحكم حرمنا من فرصة أكيدة للتهديف وأعلمكم انه داخل غرف الملابس صارحني بأنه كان بعيدا عن اللقطة واضطر لتطبيق قرار مساعده الذي رفع راية التسلل خطأ وأكثر من ذلك فقد قبل هدفا للترجى كان من موقع تسلل واضح... في الشوط الثاني حاولنا تنظيم أنفسنا اكثر فأكثر ورغم تلقينا لهدف ثان إلا أننا واصلنا اللعب بكل جدية وخرجنا من المباريات رغم التعب بعدة ايجابيات سنعمل على تدعيمها لاحقا وفي المقابل تصحيح الأخطاء دون الاكتراث أو اللهث وراء النتائج التي لا تهم في المباريات الودية وعموما اللعب ضد الترجي أفادنا كثيرا لكونه فريق من العيار الثقيل ومواجهته كانت فرصة لنا لنستعيد الثقة".