طعنة في الظهر من شركاء اقتصاديين يحرضون رعاياهم على عدم زيارتها شنت الدول الغربية حملة تشويه غير مسبوقة ضد الجزائر، وهرعت عديد عواصم القارة العجوز إلى تحذير رعاياها من مخاطر زيارة الجزائر والاحتمال الكبير لتعرضهم لهجمات أو عمليات اختطاف، كما كانت الحدود التونسيةالجزائرية قاسما مشتركا لمختلف التحذيرات الأوربية، واللافت أن التحذيرات وردت من طرف"الشركاء الاقتصاديين المفضلين للجزائر"، وهذا بعد أن أقدمت واشنطن على تقديم تحذيرات لرعاياها وصفت ب"الغريبة" دعتهم فيها لتجنب زيارة الجزائر وأخذ الحطية والحذر عند السفر إليها. وفي السياق حذرت وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية حسب ما جاء في نشرة التحذير على الموقع الرسمي للوزارة أنه وبسبب استمرار الخطر الإرهابي في المنطقة فإن الحيطة الشديدة والحذر مطلوبين من كافة الرعايا الفرنسيين المقيمين في الجزائر أو ممن يحضرون للسفر إليها. ودعت النشرة التحذيرية للكيدورسي الصالحة إلى غاية اليوم 17 أوت، رعاياها إلى تجنب السفر تماما إلى المنطقة الحمراء المحددة على الخريطة وهي المنطقة التي تضم الجنوب الكبير والحدود مع تونس ومنطقة تندوف، باستثناء منطقة بشار وبعض أجزاء الجنوب الغربي، كما نصحتهم بعدم السفر إلى غرداية، نظرا للأحداث الدائرة بها إلا للضرورة الملحة. وشمل التحذير منطقة القبائل وتطرقت النشرية إلى الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة 19 جنديا شهر أفريل المنصرم، كما طلب من جميع الفرنسيين الذين يرغبون في السفر إلى الجزائر، بإشعار مركز خلية الأزمة التابع لوزارة الشؤون الخارجية من خلال التسجيل على موقع أريان. وسارت وزارة الخارجية الايطالية "لا فارنيزينا" على نفس المنوال، حيث حمل تحذير شهر جويلية والذي لا يزال صالحا إلى غاية شهر أوت الجاري، أن الإطار العام للوضع الأمني في الجزائر وخصوصا بمنطقة الساحل التي عرفت هجوما إرهابيا استعراضيا حسب النشرية على موقع الغازي تيغنتورين العام الماضي، فضلا عن عمليات الخطف المتكررة لرعايا غربيين بالساحل من طرف تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وحذرت روما رعاياها من خطورة زيارة مناطق الجنوب، وخصوصا الحدودية مع دول الساحل وليبيا والحدود التونسية ومخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف ومناطق شرق العاصمة على غرار ولايات تيزي وزو بومرداس والبويرة وبما فيها بجاية وجيجل، وشمل التحذير منطقة غرداية كذلك، وضرورة إخطار السفارة الايطالية بالعاصمة مسبقا بأي زيارة لهذه المنطقة، والسفر فقط مع الوكالات السياحية المعتمدة من طرف الحكومة الجزائرية، وإخطار السلطات الأمنية بمسار السفرية. وحذت مدريد حذو باريسوروما، حيث ورد على موقع وزارة الشؤون الخارجية الاسبانية التي حذرت رعاياها من احتمال كبير لتعرضهم لهجمات أو اختطاف في الجزائر، بما في ذلك مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، والمناطق الحدودية بالجنوب الكبير. وحذرت مدريد رعاياها العاملين أو المسافرين إلى الجزائر، من زيارة مناطق شرق العاصمة وولايات القبائل، في حين كان تحذير مدريد الوحيد الذي لم يشمل منطقتي غرداية وكذلك الحدود التونسية. وتأتي هذه التحذيرات الغربية تزامنا، وما أقدمت عليه واشنطن قبل أربعة أيام، حين حذرت من زيارة الجزائر عبر نصائح غريبة، وصوّرتها كمنطقة حرب وجب تخزين الطعام والدواء والماء خلال التواجد بهذا البلد، وهو التحذير الذي ردت عليه الخارجية الجزائرية في حينه واصفة إياه ب"اللاحدث".