بلدية وهران في سابقة خطيرة أقدم ليلة أول أمس شخصان ملثمان كانا مدججين بأسلحة بيضاء على محاولة اقتحام مكتب رئيسة بلدية بوسفر * * ولما تفطن إليهما مساعد الحارس الذي منعهما من تنفيذ مهمتهما المجهولة وجه إليه أحدهما عدة طعنات بخنجر في جسمه سببت له جروحا بالغة الخطورة، ثم فرا هاربين بعد سماعهما الضحية يطلب النجدة من زميله بالبلدية. * الحادثة أثارت ضجة كبيرة وسط منتخبي وعمال بلدية بوسفر بولاية وهران التي استهدفتها لأول مرة مؤامرة أريد تنفيذها على شاكلة حرب العصابات على أيدي شخصين مجهولين أكد مساعد الحارس الليلي الذي ضبطهما متلبسين بمحاولة اقتحام مكتب رئيسة البلدية أنهما كانا ملثمين وصعب عليه التعرف عليهما في جنح الظلام، وقد تم إيداع شكوى حول القضية على مستوى مصالح الدرك الوطني التي تنقلت فور إبلاغها بالأمر إلى عين المكان للمعاينة، كما أنها فتحت تحقيقا في الحادثة للكشف عن هوية الملثمين، حيث يجري البحث للقبض على العصابة وكذا محركيها، في ظل الحديث وفق المعطيات التي توصلت بها الجهات الأمنية أن القضية أكبر من جماعة أشرار لغرض السرقة على اعتبار أنها لم تقصد حظيرة سيارات البلدية ولا مخازن العتاد أو غيره، وإنما توجهت مباشرة إلى مكتب "المير" الذي كان مقفلا وقت تنفيذ العملية، بما يشير إلى محاولة الملثمين التفتيش والبحث عن ملفات مهمة تخص هؤلاء أو الواقفين خلف المجندين، حيث الغرض الأساسي كان الحصول على تلك الوثائق. * من جهتها، أكدت "مير" بوسفر في اتصالنا بها أمس، وقوع الحادثة بمقر البلدية، وأوضحت أنها تمت تحديدا على الساعة الحادية والنصف من ليلة الثلاثاء الماضي، عندما أحس مساعد الحارس بحركة غريبة على مستوى الجهة الخلفية لمقر البلدية، ثم تلاها وقع حجر سمع صداه في نفس المكان، الأمر الذي دعاه لتقصي الوضع، وتضيف رئيسة المجلس الشعبي البلدي استنادا لأقوال الضحية أنه وبعد اقترابه من مصدر الصوت تفاجأ بوجود شخص ملثم يحمل سلاحا أبيضا ومطأطئ الرأس أسفل نافذة مكتب رئيسة البلدية المطل على حديقة المقر، مثلما شاهد مرافقه الذي كان هو أيضا ملثما في أعلى السور وعلى أهبة الوثب من أعلاه، ولما أدرك الأول تفطن عامل البلدية لأمرهما هم عليه بالضرب باستعمال السلاح، وأصابه في البداية على مستوى رجليه ليشل حركته، ثم طرحه أرضا عندما زادت مقاومته للمعتدي ووجه إليه طعنة في الكتف وأخرى أصابته على مستوى إحدى كليته. وأكدت أن مساعد الحارس كاد أن يلقى حتفه لولا مناداته لزميله "بحري" الذي كان يقاسمه المناوبة الليلية بالبلدية طالبا منه النجدة، مما جعل الملثمين يتأكدان من أن شخصا آخرا بالمقر يمكنه أن يفضح أمرهما وبادرا على التو إلى الفرار، وقفزا من السور بسهولة. * وعن خلفيات الحادثة، اعتبرت رئيسة بلدية بوسفر الأمر رسالة خاصة لشخصها بدافع ترهيبها وفحواها أن الأطراف التي تقف ضدها في إمكانها دخول مكتبها رغما عنها، وأخذ ما يريدون بطرقهم الخاصة وليس بالقانون، حيث أكدت أن مكتبها كان المقصود في العملية استنادا إلى الوقائع التي ذكرتها آنفا، وفيما أكدت أنها لم تتلق أي تهديدات سابقة للحادثة، فقد اكتفت بالقول إنها تمتلك وثائق لها علاقة بغرض معين، وأن شكوكها تتجه حول أمور جرت لها داخل البلدية، لكنها فضلت التكتم عن التفاصيل بدعوى أن القضية قيد التحريات *