ظلت العربات التقليدية، التي تجرها البغال والحمير، على الرغم من التطور الحاصل في مختلف المجالات، إحدى أهم وسائل شحن ونقل البضائع والسلع لدى سكان ولاية الوادي، حيث فرضت طبيعة المنطقة بالوادي، التي تميزها صعوبة التنقل، والتحرك وسط الرمال، والكثبان، على سكان هذه الولاية منذ القدم، ابتكار وسيلة لنقل وشحن مختلف المواد إلى منازلهم، أو إلى الأسواق فاهتدوا إلى الحمير والبغال فاستعملوا ظهورها، في البداية لنقل السلع ومختلف المواد، ولو تطلب شحن ذلك على مرات عدة، ثم اهتدوا فيما بعد إلى العربات، وهي عبارة عن قضبان حديدية، يتم فيما بينها تركيب عجلتين، وهي طريقة يراها العديد من سكان ولاية الوادي، أنها تتميز بخاصيتين، الأولى كون العربة بإمكانها نقل أكبر كمية من السلعة، أو المواد، من تلك التي يحملها الحمار، والثانية كون العربة يمكن أن تصل إلى أبعد نقطة ممكنة، سواء بالأحياء الشعبية أو المزارع، عكس وسائل الشحن الأخرى التي تعيقها الرمال. العربات وسيلة للاسترزاق يعتمد العديد من سكان الوادي، على العربات التقليدية كمصدر وحيد لكسب رزقهم، ورزق عائلاتهم، حيث أشار البعض، إلى أنهم يحصلون في اليوم على مبالغ تتراوح بين 600 و1000 دج، حسب عروض العمل التي يتلقونها كل يوم، وهو ما يصطلح عليه لدى هؤلاء"كل يوم وبركاته". الملاحظ أن هذه المهنة لا تقتصر على الأطفال والشباب فحسب، بل تمتد إلى كبار السن الذين تصل أعمارهم إلى حدود الستين سنة. وتتنوع الأعمال التي تقدمها هذه العربات التقليدية، كنقل مختلف مواد البناء من اسمنت ورمل وحجارة، وكذا الخضر والفواكه، إلى جانب التمور خلال موسم الجني وأغراض أخرى عديدة .
الأسعار حسب الاتفاق بين الطرفين وبخصوص الأسعار التي يطلبها أصحاب هذه العربات، فهي في الغالب تخضع إلى عاملي الحمولة والمسافة التي سيقطعها الحمار، ويشير في هذا الصدد أحد أصحاب هذه المهنة أنها عادة ما تكون 70دج فما فوق. ويرى آخر اختار سوق الوادي كمكان للعمل فيه، أن الأسعار عادة ما يحددها الاتفاق بين الطرفين، وتراضيهما، مع تأكيده أن أقل مبلغ يدفعه صاحب السلعة يتمثل في 50 دج، وهي تكلفة الإيصال لأقرب نقطة. عمل ثاني، يشتغل به خلال نهاره بعد اشتغاله ليلا في أعمال أخرى كالحراسة مثلا.