تعكس أغلب محطات النقل الحضري بالعاصمة، صورة حقيقية لمعاناة المسافرين يوميا عبر جميع الخطوط، وذلك بسبب افتقاد هذه الأخيرة لأبرز الخدمات الضرورية، وبعدها الكبير عن المعايير العالمية المعمول بها في مجال خدمات النقل، حيث يشتكي المواطنون عبر معظم محطات النقل الحضري بالعاصمة، من غياب التهيئة التي جعلت منها نقطة سوداء في قطاع غابت عنه العصرنة، بالرغم من كون هذا القطاع الحيوي يعتبر عصب الحياة. تفتقد اغلب محطات النقل الحضري بالعاصمة، على غرار محطة بئر مراد رايس والحراش وبراقي وباش جراح، إلى أدنى الشروط الضرورية التي تضمن راحة المسافر، كما أنها لا ترقى إلى المستوى المطلوب في مجال الخدمة العمومية للمواطنين، حيث تعاني أغلب المحطات من غياب كلي للتهيئة، وعدم توفر الواقيات من الشمس والأمطار، والمراحيض العمومية التي إن وجدت فهي تفتقد للنظافة، كما تعاني بعض المحطات من انتشار القمامات وانبعاث الروائح الكريهة، وكذا اهتراء الحافلات التي أصبحت اغلبها قديمة ومعطلة، دون أن ننسى حاجة المسافرين عبر جميع المحطات إلى مرافق ضرورية كالأكشاك والمقاهي والمطاعم، ومحلات بيع المياه المعدنية وغيرها، إذ يضطر اغلب المسافرين إلى التنقل لمسافات طويلة من اجل اقتناء بعض الأغراض، والتي من المفترض توفيرها بصفة عادية. كما سجلت بعض المحطات نقصا حادا في الخطوط بين البلديات، ما يضطر اغلب الركاب إلى تغير وجهتهم في أكثر من محطة، خاصة منهم الموظفين للوصول باكرا إلى مقرات عملهم، وتفادي الازدحام المروري الذي تعرفه الطرقات بالعاصمة، من خلال اقتنائهم سيارة أجرة آو "كلونديستان"، ليقعوا بعدها فريسة سهلة بين أيدي سماسرة النقل الذين يستنزفون جيوب المواطنين البسطاء. أضف إلى ذلك اندلاع حرب كلامية ومشادة يومية بين المسافرين والسائقين، بسبب الاكتظاظ الذي تعرفه الحافلات، حيث يلجا اغلب السائقين عبر العاصمة إلى شحن الحافلة عن آخرها، في غياب الرقابة القانونية التي تفرض على السائقين، احترام عدد الركاب، من جهة أخرى يعاني المسافرون عبر محطات النقل من انتشار السرقة التي تطالهم بمجرد دخول المحطة.