تعقد محكمة ميلانو الإيطالية اليوم جلسة استماع أولية للنظر في فضيحة الرشاوى والفساد الدولي سوناطراك إيني سايبام، أو ما بات يعرف برشوة ال 200 مليون أورو، والمتابع فيها 6 مسؤولين إيطاليين وجزائريين اثنين هما فريد بجاوي وسمير أورياد، فضلا شركتي إيني وسايبام باعتبارهما شخصيتين معنويتين، فيما يغيب وزير الطاقة الجزائري السابق شكيب خليل الذي لم يستدع لا كشاهد ولا كمتهم في هذه القضية. بعد مسار للتحقيقات انطلق في فيفري 2011 واستمر أكثر من 4 سنوات، وامتد عبر أربع قارات هي أوروبا إفريقيا آسيا وأمريكا، وصلت محكمة ميلانو أخيرا إلى عقد جلسة الاستماع الأولية في هذه الفضيحة المدوية التي أسقطت الرؤوس على جانبي ضفة المتوسط سواء في الجزائر أو إيطاليا، حيث سيترأس الجلسة قاضية محنكة في ملفات الفساد وتبييض وغسيل الأموال وهي أليساندرا كليمنتي. وفي السياق صرحت ل "الشروق" المحامية فاليريا آكا، من مكتب المحاماة بيزانو الذي يتولى الدفاع عن فريد بجاوي في ذات القضية، أن هذه الجلسة ستكون مغلقة وغير مفتوحة للعامة، مشيرة إلى أنها يتضمن دراسة مسائل تقنية وأخرى متعلقة بالشكل، بحضور المتهمين أو ممثليهم القانونيين "المحامين"، أين سيتم طرح أسئلة من طرف القاضي وتلقي أجوبة من المتهمين أو محاميهم، وعلى ضوئها سيقرر القاضي إحالة القضية إلى المحاكمة العلنية أو ما يعرف في قانون الإجراءات الجزائية الايطالية بالمناقشة "dibattimento "، والذي خلاله يتم تقديم الأدلة والوثائق والشهادات والقرائن وغيرها. ويتواجد من بين المتهمين جزائريان اثنان هما فريد بجاوي الذي يصنف على أنه حلقة الوصل ووسيط المفاوضات فيما يعرف برشوة 200 مليون دولار كما أن مؤسسته الوهمية هي من تكفلت بجمع الرشاوى عبر حساباتها في هونغ كونغ ودبي، إضافة إلى سمير أورياد الذي لم يتسرب الكثير حول دوره في القضية لكنه كان من المقربين من فريد بجاوي. أما من الطرف الإيطالي فسيكون الرجل القوي الذي شغل المدير التنفيذي لإحدى كبريات الشركات الايطالية والعالمية باولو سكاروني، الذي أسقطته القضية من منصبه كمدير تنفيذي لمجمع إيني المعروف بتسمية "الكلب ذو ستة أطراف"، يضاف إليه الرجل المفتاح في القضية وهو مدير البناء والهندسة السابق لسايبام بييترو فاروني، والمدير التنفيذي السابق كذلك لشركة سايبام بييترو فرانكو تالي الذي أقيل من منصبه ديسمبر 2012 على خلفية ذات الفضيحة. ويبرز من بين المتهمين كذلك، توليو أورسي، مدير سايبام الجزائر السابق الذي فر من مكتب الشركة بالجزائر فور تفجر الفضيحة، فضلا عن المدير المالي السابق ل "إيني" أليساندرو بيرنيني، ومدير شمال إفريقيا بمجمع إيني أنطونيو فيلا. وخلافا لمسار التحقيقات الذي امتد لأربع سنوات وورد اسم وزير الطاقة الجزائري الأسبق شكيب خليل عبر جل محطاته، إلا أن قائمة المتهمين والشهود في الفضيحة جاءت بمفاجأة كبرى، عندما خلت من اسم شكيب خليل لا شاهد ولا متهم، خاصة أن مدير البناء والهندسة لسايبام بييترو فاروني أكد خلال التحقيق أن خليل التقى بسكاروني من اجل الفوز بصفقة المشروع الغازي منزل لجمت شرق بحاسي مسعود، وكذلك يبقى السؤال المطروح لماذا لم يقدم دفاع بييترو فاروني على طلب حضور شكيب خليل كشاهد على الأقل في القضية ولا حتى أي طرف ايطالي آخر؟