أليساندرو بيستوكيني محامي قضية "سوناطراك إيني سايبام" ل"الشروق": حددت محكمة ميلانو الإيطالية تاريخ الفاتح من ديسمبر والثاني من ذات الشهر كموعد لسماع وجرد الأدلة والوثائق لأبرز المتهمين في قضية الرشاوى والفساد الدولي "سوناطراك إيني سايبام"، وهما بييترو فاروني مدير البناء والهندسة السابق في سايبام، وتوليو أورسي مدير "سايبام" الجزائر سابقا. وقال المحامي أليساندرو بيستوكيني في تصريح ل"الشروق" أن قاضي التحقيقات الأولية "gip"، بمحكمة ميلانو قد منحت الضوء الأخضر لمباشرة جرد الأدلة بحق اثنين من المتهمين الرئيسيين في قضية سوناطراك إيني سايبام، وهما بييترو فاروني والمدير السابق لسايبام الجزائر توليو أورسي، وهي الخطوة التي طلبها مكتب المدعي العام بذات المحكمة قبل أيام. وأفاد المحامي بيستوكيني الذي يتولى الدفاع عن مدير البناء والهندسة السابق في سايبام بييترو فاروني أن العملية تم برمجتها يومي 1 و2 ديسمبر على التوالي، 1 ديسمبر لبييترو فاروني و2 ديسمبر لتوليو أورسي، مشيرا إلى أن دفاع فاروني لم يحسم أمره بعد في قضية استدعاء شكيب خليل كشاهد في محكمة ميلانو، بعد أن كان قد أكد سابقا عدم استبعاد استدعاء شكيب خليل كشاهد. وتأتي هذه الخطوة بعد طلب الادعاء العام بذات المحكمة الشروع في عملية أخذ وجرد الأدلة في المراحل المبكرة قبل جلسة الاستماع، لكل من بييترو فاروني وتوليو أورسي، وهذا باعتبارهما أهم حلقتين في القضية، كون الأول كان على علاقة مباشرة بفريد بجاوي، والثاني كان يشرف على كافة تفاصيل سايبام الجزائر "saipem contracting algerie". ومن المنتظر أن تتهاطل الأدلة والوثائق خصوصا ضد وزير الطاقة شكيب خليل بحكم الإفادات التي أدلى بها فاروني سابقا أمام قضاة التحقيق، ولكن الإفادات ستتحول إلى أدلة في جلسة يوم 1 ديسمبر المقبل، حيث سبق وأن كشف فاروني خلال التحقيق، بأن خليل التقى شخصيا بباولو سكاروني بباريس وميلانو من أجل إتمام صفقة الحقل الغازي منزل لجمت شرق بحاسي مسعود، ما يعني أن سيلا من الأدلة ضد شكيب خليل ووسيط المفاوضات فريد بجاوي وكذلك بقية المسؤولين في سوناطراك سيتم جمعها من طرف محكمة ميلانو.
كلاوديو غاتي مفجر فضيحة الرشاوى ل"الشروق": استدعاء شكيب خليل وارد ومكان وجود بجاوي مازال مجهولا لم يستبعد مفجر فضيحة الرشاوى والفساد الدولي سوناطراك إيني سايبام، الصحفي الايطالي، كلاوديو غاتي، أن تقوم العدالة لايطالية باستدعاء وزير الطاقة الجزائري السابق شكيب خليل لكونه قطعة أساسية في القضية، مشيرا إلى أن تسليم فريد بجاوي لإيطاليا عملية معقدة لأن روما وببساطة لا تعلم حتى بمكان وجوده. وأوضح صحفي التحقيقات الخاصة بالفساد ومفجر فضيحة "سوناطراك - إيني - سايبام"، كلاوديو غاتي، في تصريح خص به "الشروق" أن عدم برمجة القضية بعد على مستوى محكمة ميلانو يعود لكون العدالة الايطالية تسير بهذه الوتيرة وقال "هي وتيرة عادية هنا في إيطاليا"، مشيرا إلى أن طلب الادعاء العام بإخضاع فاروني واورسي لعملية جرد الأدلة والوثائقوالتحقق منها، ما هو إلا إطالة في عمر القضية، مستبعدا تأثير ذلك على القضية لدى الطرف الجزائري. ولم يستبعد محدثنا أن تقدم العدالة الايطالية على استدعاء وزير الطاقة الجزائري السابق شكيب خليل من منطلق أنه قطعة أساسية في القضية برمتها، وقال في هذا الصدد "استدعاء شكيب خليل جد وراد وأعتقد شخصيا بأنه سيتم"، وأوضح بأن استدعاء خليل إذا تم لن يكون من طرف دفاع شركة سايبام، رغم ما تسرب من إفادات بييترو فاروني حول لقاءات خليلبالمسؤولين الإيطاليين. وبخصوص فريد بجاوي وسيط الصفقات الذي صار مطلوبا من طرف العدالة الايطالية وإمكانية تسليمه، قال كلاوديو غاتي، بأن السلطات الايطالية لا تعلم أصلا بمكان تواجد فريد بجاوي، وبالتالي فروما لا تستطيع بعد طلب تسليمه، وأضاف في حال ورود معلومات لايطاليا بمكان تواجد فريد بجاوي من الممكن جدا أن تتم عملية تسليمه، وتابع لكن هذا التسليم سيتمبشرط أن يكون بلد وجود فريد بجاوي مرتبطا مع إيطاليا باتفاقية لتبادل المطلوبين قضائيا. ويعتقد كلاوديو غاتي أن أوساط المال والأعمال في إيطاليا بشكل عام صارت تملك نظرة خاصة عن الجزائر، وخصوصا بعد تفجير هذه الفضيحة المدوية، مشيرا إلى أن الغالبية ترى بأنه في الجزائر ومن أجل الحصول على صفقات مع الحكومة الجزائرية أو شركات حكومية، فمن العادي جدا أن تدفع رشاوى وعمولات لقاء الظفر بالصفقات، ومثلما هي النظرة تجاهالجزائر فهي نفسها تقريبا لدولة نيجيريا وحتى إيطاليا نفسها. وعرف عن كلاويديو غاتي تحقيقاته في قضايا فساد مدوية، منها فضيحة النفط مقابل الغذاء بالعراق عبر صفحات ال"فاينانشال تايمز"، وفضيحة تورط بنك أمريكي في عملية احتيال برنار مادوف ب 50 مليار دولار، وأخرى في شركة الصناعات الحربية الإيطالية فين ميكانيكا عام 2011، ويشتغل حاليا كمراسل لصحيفة إل صول 24 أوري الإيطالية من نيويوركويشتغل كاتبا كذلك لدى صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.