توالت شهادات المتورطين الإيطاليين في فضيحة سوناطراك-إيني-سايبام التي صبت في اتجاه تأكيد اليد الممدودة لوزير الطاقة الأسبق شكيب خليل في القضية، وجاء الدور هذه المرة على مدير البناء والهندسة السابق في شركة سايبام بييترو فاروني. في ثاني جلسة استماع لمتهمي سايبام أمام قاضي التحقيقات الأولية "GIP " بمحكمة ميلانو، ظهر نوع من التناقض على شهادات مدير البناء والهندسة السابق ل"سايبام"، وهذا مقارنة مع ما قاله ذات المتهم في مراحل سابقة من التحقيق، وهذا بعد أن تم جرد أدلة وأقوال مدير سايبام الجزائر سابقا توليو أورسي يوما من قبل. وقال أليساندور بيستوكيني وهو محامي بييترو فاروني أمس، في تصريح مقتضب ل "الشروق" إن جرد الأدلة وتثبيت الأقوال والشهادات قد انتهى أمام قاضي التحقيقات الأولية "GIP"، وأوضح أن ملف القضية سيعود مجددا إلى مكتب المدعي العام بمحكمة ميلانو من أجل إنهاء التحقيق في القضية. وبحسب ما تسرب أمس، من جلسة جرد الأقوال والأدلة لبييترو فاروني أمام القاضية فيرارا ألفونسو، فإن مسؤول سايبام نفى واستبعد دفع شركة سايبام لأي رشاوى في الجزائر، وأشار إلى أن "الأموال التي قام وسيط المفاوضات بصبها لصالح الوزير شكيب خليل كانت بداعي أن بجاوي يدير أصولا مالية لصالح شكيب خليل". ولكن مسؤول سايبام السابق وشريك فريد بجاوي في مزارع الكروم وإنتاج النبيذ الفاخر جنوبإيطاليا، أكد وأعاد التأكيد لذات القاضي أن "فريد بجاوي كان يقوم بضخ وصب الأموال لصالح وزير الطاقة الجزائري آنذاك شكيب خليل"، لكن من دون أن يشير لا من قريب ولا من بعيد لمصدر تلك الأموال. وبالنظر إلى عملية تثبيت الأقوال وجرد الأدلة التي باشرتها محكمة، ميلانو عن طريق القاضية ألفونسا فيرارو، فإن كلا المتهمين توليو أروسي، مدير سايبام الجزائر وبييترو فاروني مدير البناء والهندسة في سايبام سابقا، وباعتبارهما من أبرز الحلقات في القضية، قد أكدا الدور الرئيسي والمحوري للوزير شكيب خليل رفقة المدير التنفيذي السابق لمجمع إيني باولو سكاروني والوسيط فريد بجاوي.
لقاء الرشاوى حسم في فندق بولغارو بميلانو ومن خلال جلسة الاستماع التي طالت المدير العام لسايبام الجزائرAlgérie Saipem contracting سابقا توليو أروسي، التي كانت قبل يومين، تبين أن لقاءات باريس وفيينا كانت وكأنها مشاورات تمهيدية قبل حسم الصفقات والتي حضر أحدها بباريس شكيب خليل وباولو سكاروني، في حين كان لقاء فندق بولغارو بمدينة ميلانو حاسما وهو اللقاء الذي تقلص فيه الحضور إلى أربع شخصيات فقط، وهي فريد بجاوي ومدير المالية في سايبام أليساندرو برنيني، ومدير الهندسة والبناء في سايبام بييترو فاروني ومدير سايبام الجزائر توليو أروسي. وباعتبار أن باولو سكاروني يعتبر طرفا في القضية بل ومن المشتبه بهم، ما يعني أنه سيكون معنيا بالمحاكمة، وكذلك كون فريد بجاوي مشتبها به ومطلوبا من طرف العدالة الإيطالية في ذات الملف، فإن استدعاء شكيب خليل ولو كشاهد على الأقل في المحاكمة، بات أمرا وشيكا جدا، بالنظر إلى أن المعني ورد اسمه وكان على لسان جميع المتهمين الذين استمعت إليهم مختلف التحقيقات بمحكمة ميلانو، حيث رجحت أطراف ايطالية متابعة للملف أن يتم استدعاء شكيب خليل ولو كشاهد مباشرة بعد وصول نتائج الإنابات القضائية الأخيرة التي أصدرها القضاء الإيطالي مؤخرا إلى ثماني دول بينها فرنسا وسويسرا ولبنان وأبو ظبي والجزائر.