أعلنت ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية، الثلاثاء، انطلاق عملية "لبيك يا حسين" الهادفة لمحاصرة محافظة الأنبار في غرب العراق تمهيداً لاستعادتها من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". واعتماد الحكومة العراقية على مقاتلي ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية في محاولة استعادة المدينة التي يغلب على سكانها السُّنة، خطوة قد تزيد من إثارة التوتر الطائفي في أحد أكثر المناطق عنفاً في العراق. وقال المتحدث باسم الحشد الشعبي أحمد الأسدي لوكالة فرانس برس، "انطلقت عملية (لبيك يا حسين) في مناطق شمال صلاح الدين وجنوب غرب تكريت وشمال شرق الرمادي، والتي ستطوق الرمادي من الجهة الشرقية". وأشار الأسدي إلى مشاركة قوات من الجيش والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب وأغلب ميليشيات الحشد الشعبي في عملية "لبيك يا حسين". وأضاف الأسدي وهو نائب عن حزب الدعوة، إن "الجزيرة التي تربط بين صلاح الدين والأنبار سيتم تحريرها في هذه العملية التي تهدف إلى تطويق محافظة الأنبار". وأكد أن "العملية مقدمة لتطويق محافظة الأنبار من أجل تحريرها". وتشترك محافظة الأنبار بحدود طويلة مع محافظة صلاح الدين، كبرى مدنها تكريت (160 كلم شمال بغداد) التي أعلن تحريرها رسمياً نهاية مارس، من سيطرة الدولة الإسلامية "داعش". وعن بدء عمليات تحرير الأنبار، قال الأسدي "بعد اكتمال عملية (لبيك يا حسين) ستبدأ عملية تحرير الأنبار" وتابع "أتوقع بدئها خلال أيام". وشدد المتحدث قائلاً إن "انتصاراتنا ستكون سريعة لأن استعداداتنا قوية". وتنفذ القوات العراقية بمساندة الحشد الشعبي عمليات في مناطق شرق وجنوب منطقة الرمادي، مركز محافظة الأنبار التي يسيطر المسلحون على أغلبها. وتشترك الأنبار، أكبر المحافظاتالعراقية، بحدود مع سوريا والأردن والسعودية. وتعطي ميليشيات الحشد الشعبي الحكومة العراقية قدرة أكبر على شن هجوم مضاد، لكن مشاركتها في الهجوم قد تثير العداء الطائفي. وبينما تحث الحكومة في بغداد العشائر السُّنية في الأنبار على قبول المساعدة من ميليشيات الحشد الشعبي ضد الدولة الإسلامية "داعش"، يرى الكثير من السُّنة، أن المقاتلين الشيعة يمثلون تهديداً أسوأ من تنظيم الدولة الذي يقول إنه يدافع عن السُّنة في وجه المسلحين الشيعة. لكن بعض عشائر الأنبار تخشى نمط الحكم القاسي الذي يطبقه تنظيم الدولة، لدرجة أنها مستعدة لقبول دور للقوات الشيعية المكروهة. وعبر عن ذلك أحد الشيوخ قائلاً إن هناك شكاً في ميليشيات الحشد الشعبي، لكنه يرحب في المرحلة الحالية بأي قوات تأتي لتحرير العشائر من "داعش".