تدفقوا منذ ساعات مبكرة من صبيحة يوم أمس.. منهم من ظل لساعات واقفا أمام المراكز إلى غاية فتحها في حدود الساعة الثامنة، أملا في اجتياز "المقابلة" ضمن الأوائل، للظفر بمنصب "أستاذ" في أحد الأطوار التعليمة الثلاثة، و رغم أن نقاط "المقابلة" تعد بالمتواضعة تقدر ب3 علامات فقط، إلا أنها تبقى "الفاصل" بالنسبة لعديد المترشحين في تحديد نجاحهم من رسوبهم..غير أن الذي شد انتباهنا هو التوافد الكبير للمترشحات، فهل ستتحول مهنة التدريس إلى "مهنة النساء" بامتياز؟. مترشحات رفقة أوليائهن.. بمسابقات التوظيف كل الأمور كانت مهيّأة بمراكز إجراء "المقابلة"، التي زارتها "الشروق" أمس، لاستقبال المرشحين لمسابقات التوظيف في سلك الأساتذة، مرشحون ومترشحات من مختلف الأعمار قدموا لاجتياز "المقابلة"، لعلهم يظفرون بمنصب عمل قار، فرغم أن "الطعن" مرفوض في المقابلة ورغم أن علاماتها بسيطة وليست بالضخمة إلا أنهم لم يتأخروا عن هذا الموعد الذي قد يكون "الفاصل" في تحديد نجاحهم في المسابقة من عدمه، وهو ما وقفنا عليه خلال الزيارة التي قادتنا أمس إلى مراكز "الإدريسي"، "عيسات ايدير المتوسطة" و"عيسات ايدير الابتدائية". وصرحت مترشحة تخصص شريعة بأنها خرجت في ساعات مبكرة لكي تلتحق بالمركز في الموعد الذي حدد لها، لكي لا تفقد الفرصة التي منحت لها في الظفر بمنصب عمل. غير أن الذي شد انتباهنا مشهد مترشحات فضلن القدوم إلى مراكز الإجراء رفقة أوليائهن للتبرك بدعواتهم، فظل آبائهم أمام المراكز ينتظرون خروج بناتهن بفارغ صبر، مما يعطى انطباعا بأنهن قدمن لاجتياز البكالوريا خاصة وكل الأجواء توحي بذلك. حوامل ينافسن.. وحضور قوي للمتعاقدين والمستخلفين وما ميز مسابقات التوظيف في السلك البيداغوجي لهذه السنة، هو ارتفاع عدد المترشحين بكل جد كلفت للانتباه، مقارنة بالسنوات الماضية، بسبب قرار وزارة التربية الوطنية المتضمن توسيع قائمة الاختصاصات لحاملي شهادة الليسانس في عديد الاختصاصات العلمية والتقنية للالتحاق برتبة أستاذ في الطور الابتدائي، فعدد المترشحين في الطور الابتدائي بمديرية التربية للجزائر قد بلغ 2646 مترشح، يتنافسون على 140 منصب من بينهم 110 منصب في اللغة العربية مقابل 30 منصبا في الفرنسية، غير أغلب المترشحين المقدر عددهم ب 2476 مترشح قد فضلوا الترشح من أجل تدريس اللغة العربية. كما تم تخصيص 3 مراكز لاستقبال المترشحين مع تنصيب 3 أفواج عمل مع تخصيص 128 لجنة انتقاء و كل لجنة تضم 3 أعضاء. غير أن الملاحظ أيضا خلال تلك الساعات المعدودات التي قضيناها بمحيط مراكز الإجراء بعدما تم منع وسائل الإعلام الخاصة من الدخول بتعليمات من وزارة التربية الوطنية، هو تواجد مترشحات حوامل اللواتي أصرن على الحضور لاجتياز "المقابلة" و عدم تفويت الفرصة التي لا تكرر يوميا، كما شهد أمس، توافدا مميزا للأساتذة المتعاقدين والمستخلفين الذين لم يفقدوا الأمل للظفر بمنصب عمل نظير الخبرة المهنية و السمعة الطيبة التي يتمتعون بها وسط تلاميذهم. والملفت للانتباه كذلك، هو "حلم" الظفر بمنصب عمل، قد دفع بعديد المترشحين لاجتياز "المقابلة الشفهية" في عدة مراكز، فمنهم من اضطر إلى القدوم منذ الساعة السادسة صباحا، إلى أحد مراكز الإجراء بالجزائر العاصمة، لكي يتوجه مباشرة إلى مراكز أخرى بولايات مجاورة كبومرداس، تيبازة والبليدة. مقصون.. في الوقت بدل الضائع كما تفاجأ بعض المترشحين بتبليغ قرار إقصائهم من إجراء "المقابلة"، و لما استفسروا عن قضيتهم خاصة وأنهم لم يستلموا استدعاءاتهم، أعلموهم بأن ملفاتهم المودعة على مستوى مديريات التربية التابعين لها قد قوبلت بالرفض، لكن المؤسف في الأمر بأنهم لم يبلغوا بهذا القرار مسبقا، فوجدوا أنفسهم خارج المسابقة خاصة وأن حق العطن غير مكفول وهو المطلب الذي رفعته نقابة "الكناباست" للوصاية لأجل تمكين كل مرشح من الطعن لكن بشروط واضحة ومحددة.