اتخذت قوات الجيش الوطني الشعبي تدابير أمنية إضافية بمناطق الجنوب الكبير، بعد تواتر الأنباء عن سيطرة إرهابيي ما يسمى "داعش" في الأراضي الليبية على قاعدة القرضابية الجوية بمدينة سرت وسيطرته على مطار المدينة. وانتشرت معلومات أفاد بها مسؤول ليبي، ان ما يسمى بتنظيم "الدولة الاسلامية" استولى في القاعدة الجوية المسماة القرضابية، على 8 طائرات مقاتلة منها 6 جاهزة للخدمة بعد ان أجريت عليها الصيانة التامة خلال الفترة الأخيرة، اثر تعرضها من قبل للقصف من قبل قوات الجيش الليبي. وأكد تنظيم "داعش" سيطرته التامة على المدينة والقاعدة الجوية فيها، مشيرا إلى انه سيتوسع إلى قاعدة الجفرة جنوب ليبيا والتي اعتبرها بوابته نحو افريقيا، فيما اعتبر سرت بوابته نحو أوروبا واطلق تهديدات لإيطاليا. وتعد قاعدة القرضابية الواقعة على بعد 400 كلم من العاصمة الليبية طرابلس، من ناحية الشرق واحدة من اهم القواعد الجوية التي كانت تحت سيطرة قوات فجر ليبيا الموالية لحكومة طرابلس والمؤتمر الوطني المنتهية عهدته، وجاء سقوطها بيد إرهابيي "داعش" بعد انسحاب الأخيرة منها أول أمس اثر حصار استمر عدة أيام. واعتبر الخبير الأمني التونسي مازن الشريف، أن الأمر أضحى جد خطير على منطقة شمال افريقيا، وتحديدا تونس والجزائر وأوروبا، وقال في تصريح ل"الشروق"، أن الإرهاب الجوي سبق وأن حذرنا منه في الخريف الماضي، والآن أصبح التهديد حقيقة، وأردف المتحدث أن من يقف وراء "داعش" من قوى غربية وصهيونية عالمية تريد زعزعة استقرار المنطقة برمتها، لتنتعش تجارة السلاح وشركات إعادة الإعمار التي تتحكم فيها، مضيفا أن "داعش" تملك القدرة على تشغيل هذه الطائرات، ومن الخطأ ان نراهم لا يفقهون في هذه الأشياء، لأن التنظيم الإرهابي -برأيه- عبارة عن دمية تحركها أياد عالمية. من جانبه، طلب الخبير الأمني الجزائري العقيد رمضان حملات على ضوء هذه التطورات الخطيرة بالمنطقة، من الجيش الجزائري كسر قاعدة عدم التدخل في شؤون الغير، وتوجيه ضربة استباقية لمطار سرت وتدمير ما فيه من طائرات بالتنسيق مع الحكومة الليبية في طرابلس وطبرق، لأن البقاء موقف المتفرج او المنتظر للهجوم للرد عليه أو التصدي له يعتبر خطأ جسيما، فالتهديد أضحى وشيكا والأهداف الاستراتيجية للتنظيم منتشرة بشكل كبير في الجنوب، وأضاف ان الجيش الجزائري له القدرة على تدمير الطائرات في مطار طرابلس بضربة واحدة من خلال التنسيق مع مصر والحكومة الليبية وتونس. وقال المتحدث في تصريحه ل"الشروق" أن "داعش" سيسعى للانتقام من مصر والجزائر بعد ان وجهت الأولى ضربات جوية في درنة، والثانية قضت على نواته الكاملة في الجبال الجزائرية.