عملا بسياسة التقشف التي انتهجتها الحكومة بعد نهاية عهد البحبوحة، وجدت نفسي ميرا على بلدية تغرف من بحر وتنحت من صخر! منتخبوها كانوا حفاة عراة قبل عشر سنوات، فإذا بأقلهم شأنا، صار مليارديرا!. قلت لهم في اجتماع لمحو الأمية: يا الخاوا، راهم قالونا لا تنهبوا كثيرا! ولا تسرفوا قليلا!! يخصنا نزيروا الحزازيم! (فقام كل من كان حاضرا برفع سرواله المتدلي وراح يشد "السنتورة"!). نطق أحدهم: وهذا "التكشف" واش هو؟ مشروع جديد؟ أنا نديه! مستعد نعطي 20 في المائة تشيبا! قلت له: "أقعد يالمرعوش، هذا مش مشروع، هذوا هم، راهم يقولولنا: بركاكم من الماكلة بزاف!". رد علي آخر: "واش بغاونا نصوموا؟". قلت له: "ماراهمش على الماكلة، راهم على التبذير! قالونا ما كانش الحفلات وما كانش العشاوات وما كانش السفريات و"الميسيونات"وما كانش الاستقبالات في "الأوتيلات الكبيرات" و"الريسطوارت الفخمات" و"الدينيات الدانصانت"!. ما بقى غي "الكاسطروطات وماء السبالات"! قال لي آخر متنرفزا: أنا عندي السكر، يخصني نفطر في كل اجتماع وحنا عندنا ست اجتماعات كل يوم، أكثر من الصلاة! يخصني ناكل، حتى في رمضان! قلت له: كول إذا بغيت، بصح مش من ميزانية البلدية والدولة راهم يقولونا!