أكد سفير ألمانيا في الجزائر، غوتز لينجنثال، أن الاستثمارات الألمانية في الجزائر سجلت أرقاما مهمة في السنوات الأخيرة، خاصة في مجالات كالطاقة المتجددة والصناعات الميكانيكية، وقطاع الغيار المركبات والأجهزة الكهرومنزلية، السكن، تعليب وتغليف الأدوية، مثمنا بذلك المستوى الذي وصلت إليه العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الجزائر، والمجالات ذات الصلة بالمعرفة والتكنولوجيا. وقال غوتز خلال حفل نظمته شركة "بوش" الألمانية بفندق الهيلتون، الخميس، للإعلان عن إيداعها طلبا من أجل فتح مكتب رسمي لها بالجزائر، أن المناخ التجاري بالجزائر أساسي بالنسبة للاستثمارات الألمانية، وذلك يعني وجود إجراءات تتسم بالشفافية، وقرارات تحترم سيادة القانون والالتزام بالعقود، كما رحّب السفير بالمساعي التي تقوم بها الجزائر من أجل ذلك، مضيفا أن العلاقات التجارية الجزائرية - الألمانية شهدت نموا ملحوظا في السنوات الأخيرة، حيث وصل حجم المبادلات التجارية بين البلدين إلى أزيد من 5 مليارات دولار. وبالمناسبة إيداع شركة بوش الألمانية طلبا لها لفتح مكتب بالجزائر قال جون مارك أوفري، المدير العام المكلف بشمال إفريقيا على مستوى شركة "بوش" الألمانية، أن الجزائريون يعوّلون على الإستثمارات الألمانية من أجل امتصاص بطالة الشباب والتقليل من الفجوة التكنولوجية بين البلدين وتدارك التأخر في هذا المجال، مضيفا أن بوش تسعى حاليا لتطوير استثماراتها في مجال قطع الغيار السيارات والأجهزة الكهرومنزلية الإستثمارات المعوّل عليها من طرف بوش عالية التأهيل وذات قيمة تكنولوجية عالية مقارنة مع استثمارات الدول الأخرى. وأضاف مارك أوفري، أن الشركة المختصة في تصنيع قطع الغيار ستسعى بعد اعتماد مكتبها بالجزائر إلى إنشاء مدرسة تكوينية في إطار برنامج مخطط أكاديمية بوش على المدى المتوسط، تشجيعا للشباب الهاوي وتقليص حجم البطالة. وفي سياق ذي صلة، قال مدير عام مؤسسة "بوش" في إفريقيا ماركو ستيل، إن الجزائر تتصدر المراتب الأولى في مجال الشراكة خاصة في القطاع الصناعي وقطاع غيار السيارات والأجهزة الكهرومنزلية، وهو ما سيساهم في التطور الاقتصادي وخلق مناصب العمل في قطاع الصناعة وقطاع غيار السيارات والبناء والعمران، وكذا تطوير البحث التكنولوجي، وكشف المسؤول ذاته عن بلوغ شركة "بوش" ما قيمته 49 مليار أورو كحجم استثمارات، بالإضافة إلى امتلاكها ل 360 فرعا عبر العالم، إضافة إلى 360 مليون أورو كحجم استثمارات في إفريقيا ومختلف القطاعات المذكورة سابقا، مشيرا إلى أن الجزائر تعتبر مفتاحا للدخول على السوق الإفريقية. وقال سليم رمضاني مدير التطوير بفرع المركبات بالشركة، إن ما يميز "بوش" هو الابتكار، حيث تقدم براءات اختراع في مجال سلامة المركبات، وقال إن بوش تقترح حلولا صناعية للجزائر في المجال الصحي من خلال تعليب الأدوية والمواد الصيدلانية والقطاع السكني، وأشار أن إقبال الحكومة لتجسيد مشروع 1.7 مليون سكن يعد فرصة للشركة لتقدم حلولها في هذا المجال، مؤكدا أن تواجد الشركة في الجزائر لن يتم دون مساهمة ووجود الجزائريين ونجاحها مرهون بهم.