كشفت دراسة حديثة أعدها مجموعة من الأطباء المختصين في داء السكري أن 60 بالمائة من المصابين بالسكري في الجزائر صاموا خلال السنوات الماضية، لاعتقادات دينية، بالرغم من الخطر المميت الذي يسببه الصيام للمرضى خاصة الذين يتعاطون حقن الأنسولين. وطالب القائمون على هذه الدراسة بضرورة تدخل وزارة الشؤون الدينية لتوعية المرضى بضرورة استشارة الطبيب قبل إقدامهم على الصوم، خاصة أن الوزارة أفتت خلال السنوات الماضية بتحريم الصيام للمصابين ببعض الأمراض المزمنة الخطيرة. كشف البروفسور ميرة أوعيش، خلال مداخلته على أمواج القناة الأولى، أمس الأول، في برنامج "صحة وعلوم"، أنه أشرف على أول دراسة وطنية تتعلق بصيام مرضى السكري في الجزائر، والتي امتدت لخمس سنوات، تم من خلالها مرافقة واستجواب عدد كبير من المرضى في مختلف مستشفيات الوطن، حيث أظهرت النتائج أن 45 بالمائة من مرضى السكري صنف 01 الذين يتعاطون حقن الأنسولين صاموا سنة 2013 والنسبة ارتفعت عند المرضى الذين يتعاطون الأقراص إلى 80 بالمائة، غير أن النتائج أظهرت العام الماضي أن النسبة انخفضت إلى 10 بالمائة لدى مرضى الأنسولين و50 بالمائة لدى المرضى الذين يتعاطون الأدوية، وهذا ما يبين حسب البروفسور ارتفاع درجة الوعي لدى المرضى بمضاعفات الصيام على صحتهم. وأكد البروفسور ميرة أوعيش المختص في مرض السكري أن نتائج الدراسة أثبتت أن النسبة الكبرى من المرضى يصومون لاعتقادات دينية، في مقدمتهم كبار السن الذين يظنون أن الإفطار بسبب المرض قد يتسبب لهم في سخط الرب ومخالفة تعاليم الإسلام. ويعود السبب الثاني إلى إصرار الكثير من المرضى على تحدي المرض كنوع من إثبات الذات. والسبب الثالث هو جهل المرضى لمضاعفات الصيام في حالة الصوم والذي من شأنه أن يؤدي إلى الوفاة. وعن مضاعفات السكري في حالة الصيام، يقول البروفسور ميرة أوعيش إنه يتمثل في انخفاض نسبة السكر في الدم الذي قد تؤدي إلى الوفاة وارتفاع نسبة السكر بسبب عدم تعاطي الأدوية لفترة طويلة الذي ينجم عنه أضرار بالغة على مستوى العينين والكلى والقلب...