ارتفاع خطير في عدد الوفيات بسبب عدم امتثال المرضى لتعليمات الأطباء شرعت فيدرالية مرضى السكري في إجراء تحقيق وبائي لتحديد خارطة وطنية تتضمن جميع معالم هذا المرض، باعتبار أن عدد المصابين الذي أعلنت عنه وزارة الصحة لا يمثل سوى منخرطي الفيدرالية، ودعت أئمة المساجد إلى الإفتاء بإفطار رمضان لمستعملي الأنسولين، باعتبار أن هذا الشهر هو الأصعب منذ حوالي 35 سنة. أطلقت الفيدرالية الوطنية لمرضى السكري حملة تحسيسية خاصة بشهر رمضان، بالموازاة مع تنصيب اللجنة العلمية التي أوكلت لها مهمة إجراء تحقيق وبائي حول العدد الحقيقي للمرضى، حيث تضم مختلف الجمعيات الولائية وكذا أطباء أخصائيين في السكري. وقال رئيس الفيدرالية، نور الدين بوستة، ل''الخبر''، بأن الحملة التحسيسية التي شرع فيها مؤخرا شملت عملية الكشف المبكر عن السكري لدى مختلف الشرائح، باعتبار أن 10 بالمائة من مرضى السكري يجهلون إصابتهم بالمرض، وتشير المعطيات المتوفرة في ولاية غليزان فقط، يضيف المتحدث، إلى 311 حالة جديدة خلال السداسي الأول من العام الجاري، 17 منها سجلت لدى أطفال تقل أعمارهم عن 15 عاما، وهو مؤشر قوي، حسبه، على ارتفاع عدد المصابين في مختلف المناطق. وحذر محدثنا المرضى الذين نصحهم الأئمة والأطباء بعدم الصيام، من تعريض حياتهم للخطر، حيث قال بأن هؤلاء يتعرضون لمضاعفات خطيرة خلال رمضان كثيرا ما تؤدي بهم إلى الوفاة. وفي جميع الأحوال، يضيف، ومهما كانت نوعية العلاج المتبع، فإن المصاب بالسكري ملزم باستشارة طبيبه الخاص تجنبا لهذه المضاعفات التي قد تودي بحياته، ودعا بوستة أئمة المساجد إلى توعية المرضى الذين يعالجون بالأنسولين ويصرون على الصوم، وإقناع أصحاب الحالات المعقدة بجواز الإفطار. من جهة أخرى، قال رئيس الفيدرالية بأن الأنسولين أصبح متوفرا على مستوى مختلف صيدليات الوطن، بفضل التحذيرات التي أطلقها هذا التنظيم ونداءاته المستمرة لوزارة الصحة. بالمقابل، حذر البروفيسور دوابي مرضى السكري من خطورة عدم احترام نصائح الأطباء، وقال بأن رمضان هذا العام سيكون الأصعب منذ حوالي 35 سنة، من حيث الظروف المناخية، كما أن فترة الإمساك ستمتد طيلة 16 ساعة، وامتناع المرضى عن الأكل والشرب سيتسبب في اختزال نسبة السكر في الدم، خاصة لدى الحالات التي تعالج بالأنسولين، علما أن 9 بالمائة من مرضى السكري في الجزائر يتجاوز سنهم 35 سنة، حسب إحصائيات المنظمة العالمية للصحة. وكشف محدثنا عن نتائج تحقيق أجراه بإشراف من النواة العلمية لجمعية مرضى السكري لولاية جيجل، حول هذه الشريحة، بينت بأن غالبية المرضى لا يطبقون تعليمات الأطباء لأسباب تتعلق أساسا بالوازع الديني والتقاليد، وحسب أجوبة العيّنات التي شملها التحقيق، فإن المريض يصر على الصوم حتى ولو سبب له ذلك الموت، وحتى إذا امتثل هذا الأخير إلى التعليمات، فإنه يفطر أياما فقط، ويسارع إلى استئناف الصوم رغم أن حالته الصحية لا تسمح بذلك.