استمع وزير الثقافة عزالدين ميهوبي خلال زيارة العمل لولاية مستغانم لانشغالات الأسرة الفنية ممثلة في مجموعة من الممثلين المسرحيين على مستوى مبنى المسرح الجهوي، حيث رسم المخرج المسرحي جمال بن صابر لوحة سوداء عن قطاع الثقافة بالولاية على خلفية التقهقر الذي تشهده الساحة منذ سنوات. وعد وزير الثقافة الممثلين الذين اقتحموا قاعة العرض لطرح انشغالاتهم بعدما استعصى عليهم الدخول إلى دار الثقافة ولد عبد الرحمن كاكي، بالنظر في لائحة المطالب التي سبق وأن ناقشتها الوزيرة السابقة نادية لعبيدي مع المحتجين، خاصة في مجال ترقية الفعل الثقافي من خلال إعادة الاعتبار لمجموعة من المهرجانات الوطنية على غرار مسرح الهواة وكذا تعيين مدير للمسرح الجهوي إلى جانب فتح ورشات دار الثقافة للمبدعين. اغتنم وزير الثقافة فرصة تواجده أمام الممثلين المسرحيين ليطرح خريطة طريق جديدة ينتظر أن تباشر مصالح الوزارة العمل بها في القريب العاجل، خاصة في مجال تمويل المشاريع الثقافية المسرحية منها أو السينمائية، حيث أكد على الجودة في اختيار وانتقاء المشاريع الفنية، بما يضمن لها الديمومة والاستمرارية لعدة مواسم، عكس ما تشهده الساحة الثقافية حاليا من هيمنة المشاريع الاستعجالية التي تستهلك ميزانيات طائلة دون أي مفعول، كما أوصى بأن تكون الجمعيات شريكا كامل الحقوق في النشاط الثقافي إلى جانب مديريات الثقافة . وحاول مسؤولو قطاع الثقافة بالولاية إغراق الزيارة في جوانب الفلكلورية والاستعراضية تجنبا لأي إحراج في ظل الانتكاسة التي يشهدها القطاع، حيث اجتهدت الجهات المعنية إلى إخفاء عدة حقائق على غرار عدم جاهزية معهد الموسيقى الذي حوّل إلى مقر لمديرية الثقافة، وكانت الوزيرة السابقة نادية لعبيدي وعدت بوضع لائحة المطالب التي تقدم بها المحتجون بين أيدي الوزير الجديد، حيث أسرت مصادرنا أن اللقاء الذي جمع ممثلين عن المحتجين مع الوزيرة حضره أمين عام وزارة الثقافة إلى جانب حليمة حنكور التي سبق لها أن توّلت مهمة محاورة المحتجين من خلال تنقلها إلى مستغانم، حيث لم تتأخر ممثلة الوزيرة أنذاك في تجميد المشاريع الفنية للمسرح الجهوي فضلا عن إنهاء مهام المدير. تركز لائحة المطالب على الجانب التنظيمي لقطاع الثقافة بالولاية من خلال فتح المجال واسعا أمام الحركة الجمعوية للمساهمة في صناعة المشهد الثقافي، في ظل هيمنة الإدارة على جوانب عديدة من النشاطات والمهرجانات، كما طالب المحتجون بضرورة فتح فضاء دار الثقافة ولد عبد الرحمان كاكي للورشات التكوينية والتنشيطية للجمعيات والمبدعين، بدلا من تحويلها إلى ورشة مفتوحة على أشغال التهيئة والترميم والبناء منذ سنة 2011 إلى يومنا، حيث استهلكت عشرات الملايير، وفرت لمقاول محظوظ سبل الاسترزاق على أكثر من صعيد، هذا وجدد أهل المسرح بمستغانم مطلبهم بالإسراع في تدشين مبنى المسرح الجهوي بعد13 سنوات كاملة من الانتظار، استهلك خلالها حوالي 75 مليار سنتيم، ونفس السيناريو تشهده قاعة سينما إفريقيا من خلال تعطل أشغال الترميم منذ حوالي 15 سنة.