التمست أمس، النيابة العامة لدى محكمة الجنح الابتدائية بسكيكدة، عامين حبسا نافذا، في حق شابين، عمراهما ما بين 37 و38 سنة، عن تهمة الشروع في النصب والاحتيال، باستعمال مجسمات يروّج لها بأنها آثار فرعونية ذات قيمة تاريخية، طالت آثارا فرعونية، عبارة عن رأس نيفرتيتي والفرعون توت عنخ آمون، حيث اغتنم الشابان أحداث الربيع العربي بمصر ليقوما بسرقة تمثالين من نواحي القاهرة كانا يظنان أنهما أصليان، وإدخالهما إلى الجزائر وبالضبط إلى بلدية بوشطاطة بولاية سكيكدة. وحسب ما دار في جلسة المحاكمة لنهار أول أمس، فإن القضية تعود إلى منتصف شهر أفريل الماضي حينما تمكنت فصيلة حماية التراث الثقافي بالفرقة الاقتصادية والمالية بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن ولاية سكيكدة، من توقيف المتهمين بناء على معلومات مؤكدة بخصوص وجود عصابة تحترف بيع قطع أثرية تتمثل في تمثالين فرعونيين وعرضهما للبيع مقابل مبلغ مالي يقدر ب 2.8 مليار سنتيم، على أساس أنهما أصليان، ليتم فتح تحقيق في القضية أفضى إلى تحديد هوية المشتبه فيه الأول، والإيقاع به متلبسا بحيازته للتمثالين. كما كشفت التحقيقات عن تورط الشريك الثاني في القضية ليتم إلقاء القبض عليهما وتحويلهما إلى مقر الأمن، لاستكمال مجريات التحقيق، بغرض التأكد من طبيعة المجسمات المحجوزة، حيث قامت ذات المصالح بإجراء خبرة على المجسمين الفرعونيين بمديرية الثقافة لولاية سكيكدة، أين أكد تقرير الخبرة المنجزة أن التمثالين مقلدان وغير مصنفين وليست لهما أي قيمة تاريخية أو فنية، وتمت سرقتهما في أيام الثورة المصرية. وخلال جلسة المحاكمة اعترف المتهم "س. م"، 37 سنة، بأنه جلبهما من دولة مصر، ويعتزم بيعهما بمبلغ 3 ملايير سنتيم، في حين صرح المتهم الثاني "خ. ع"، 38 سنة، بأنه قام بالتوسط له مع البائع ليس إلا. من جهتها، النيابة العامة، أكدت أن أركان التهمة ثابتة، وأن المتهمين اغتنما فرصة أحداث الربيع العربي بدولة مصر الشقيقة، حيث قاما بسرقة الآثار الفرعونية، وإدخالها إلى الجزائر بغرض بيعها والتمست سجنهما لمدة عامين، كما طالب دفاعهما بتخفيف العقوبة، فيما أرجأت النيابة النطق بالحكم إلى الأسبوع المقبل.