لم يدخر مدير المكتبة الوطنية الدكتور امين الزاوي جهدا خلال محاضرته التي ألقاها على هامش صالون المدية الرابع للكتاب بدار الثقافة "حسن الحسني" حول "الكتاب والمقروئية بالجزائر" في توجيه اللوم لمؤسسة التلفزيون بشأن انخراطها في ما وصفه ب "التكسير المنظم والتهميش المقصود للرموز الثقافية الوطنية". واعتبر الزاوي ان التغطيات المستمرة والمكثفة لبعض التظاهرات الفلكلورية والغنائية والتشهير برموزها أمام التجاهل الذي تلقاه التظاهرات الثقافية ورموز الفعل الثقافي بالجزائر سببا في سيادة الرداءة وبقاء الثقافة والمثقف على هامش الفعل والتأثير في الجزائر، ووبخ المحاضر بلغة شديدة القائمين على التغطيات الميدانية بالتلفزيون بشأن تغيبهم المتعمد في كثير من الاحيان عن تغطية نشاطات عمالقة الكتابة بالجزائر الذين ذكر من بينهم "احلام مستغانمي" و"رشيد بوجدرة " و"الطاهر وطار" ، هذا الاخير الذي وصفة بالاديب والروائي الكبير رغم الخلافات بينهما والذي كانت له محاضر بالمدية الاسبوع المنصرم حضرها جمع غفير من المثقفين والطلبة وغاب عنها التلفزيون، وانتهى مدير المكتبة الوطنية الى ان مثل هذه الممارسات المكسرة والمهمشة لرموز الكتابة والثقافة بالجزائر تشكل عائقا آخر في وجه توسيع شبكة المقروئية بحرمانها من الاشهار اللازم لتحريك جمهور القراء تحفيزهم الى عالم القراءة ببلادنا.