أعلن الدكتور أمين الزاوي أثناء عرضه لحصيلة نشاطات المكتبة الوطنية الخاصة بالسداسي الأول لسنة 2008 ان مؤسسته بجميع ملحقاتها تراهن على الوصول إلى مليون قارئ سنة 2010 ، و أن الرهان على القراءة و المطالعة ليس برهان خاسر و إنما هو رهان ثقافي و حضاري و اقتصادي يعود بالنفع و يثري المعارف الفردية في شتى المجالات و يعطي دفعا للحركة الثقافية و العلمية في البلاد. و قال الدكتور الزاوي المدير العام للمكتبة السابقة الذكر في كلمة ألقاها في ندوة صحفية عقدها أمس أن اختتام الموسم لا يعني أن المكتبة في عطلة بل ستبقى مفتوحة للقراء و الباحثين طيلة الصائفة من خلال المكتبة المتنقلة التي تجوب الشواطئ الجزائرية في إطار الكتاب و البحر، معربا عن افتخاره و اعتزازه بالقارئ الجزائري الذي يتنامى عدده من سنة لأخرى حيث وصل عدد المشتركين في المكتبة الوطنية هذه السنة حسبه إلى 106.000 مشترك معتبرا إياه رقما قياسيا لم يتم تسجيله بعد في الوطن العربي و هو مكسب هام يقول الزاوي للجزائر. وتعرض بالمناسبة إلى مختلف النشاطات التي احتضنتها المكتبة والتي بلغ عددها 131 نشاطا منها ملتقيات ومحاضرات متبوعة بنقاشات و لقاءات أدبية وأمسيات شعرية و صالونات وموائد مستديرة ، مؤكدا أن المكتبة الوطنية استطاعت أن تقدم للعالم خاصة العالم العربي صورة ثقافية حقيقية للجزائر. وأوضح أنها تنفرد برصيد ثقافي مغاربي مكون من وثائق و مجلات و جرائد ومخططات نادرة أهلتها لأن تصبح مرجعا و فضاء للمثقفين العرب و العالميين، وعلى صعيد آخر أبدى الزاوي أسفه لضعف الميزانية التي تخصصها الدولة لتسيير جهاز المكتبة الوطنية باعتبارها صرحا إستراتيجيا ينتج عملا فكريا، موضحا أن المبلغ المالي المخصص لها ليس في مستوى الطموح والرهان الذي ترفعه المكتبة، مما جعل مسؤوليها حسبه يتبعون سياسة حسن التدبير وترشيد النفقات والابتعاد عن التبذير، وأعلن الزاوي بالمناسبة عن مشروع تعتزم المكتبة تنفيذه مستقلا ويتمثل في الإعارة عن بعد وهو حاليا قيد التفاوض مع قطاع البريد و تكنولوجيات الأعلام و الاتصال، كما دعا الزاوي إلى ضرورة تأسيس مرصد وطني للقارئ والقراءة باعتباره ضرورة و مسألة ملحة ومشروع استعجالي لتفادي الإحصائيات الخاطئة والمحبطة التي تقدمها كل مرة منظمة اليونسكو واصفة العرب بأنهم شعب لا يقرأ، على أن تشترك في هذا المرصد دور نشر وطنية و أساتذة باحثون مهمته القيام تحديد عدد القراء و نوعيتهم و نوعية الكتب التي يقرؤونها والفئات العمرية المعنية بالقراءة، وأكد الزاوي أن الهدف الأساسي لمكتبته يتمثل في صناعة القارئ الجزائري لتكييفه مع الأزمات التي تطرأ على محيطه، و عن نشاطات المكتبة خلال شهر رمضان المبارك اكتفى مدير المكتبة بالإعلان عن انطلاق نادي السينما الذي سيحمل شعار ''من المكتوب إلى الشاشة'' و الذي سيقدم عروضا لأفلام سينمائية مقتبسة من كتب متبوعة بنقاشات بمشاركة شخصيات لها وزنها في مجال الفن السابع والأدب، وكذا استمرار ركن '' أعلام و أيام '' حيث سيتم التطرق إلى عدة مواضيع و شخصيات منها '' عبد الرحمان الثعالبي'' كما سيتم خلال الموسم القادم تكريم رموز جزائرية ومبدعين حاصلين على جائزة نوبل ... وخلص الزاوي إلى التنويه بما أنجزته المكتبة التي لخصها كما قال من صفة ''مقبرة الكتب '' وأضحت قبلة لكل المواطنين من مختلف الشرائح، داعيا بالمناسبة إلى ضرورة مدها بالإمكانات اللازمة حتى تؤدي دورها كقطب ثقافي و منارة علمية جد هامة ليس فقط في الجزائر بل على مستوى العربي و العالمي وتوج هذا اللقاء بتكريم المسجل في المكتبة تحت رقم 100.000 ويتعلق الامر بالطالبة راضية بقراص إضافة إلى اصدقاء واوفياء المكتبة بحضور جمع غفير من الفاعلين في الحقل الثقافي والعلمي .