كشف عدد من الأخصائيين والأطباء البياطرة بغرداية، عن تسجيل نحو 40 حالة مرضية بالحمى المالطية التي مست الأغنام والأبقار خلال الأشهر الأخيرة، ما جعل المصالح البيطرية تدق ناقوس الخطر وتطالب باتخاذ إجراءات صارمة للحد من الداء المعدي، خصوصا خلال شهر الصيام الذي يكثر فيه استهلاك حليب الأبقار والماعز. سجلت ولاية غرداية خلال الأيام الأخيرة 10 إصابات جديدة لمواطنين من مختلف الأعمار بداء الحمى المالطية، مسّت البلديات المنتشرة بجنوب الولاية، على غرار بلديتي المنيعة وحاسي القارة، ما جعل المصالح المختصة تطلق حملة واسعة للحد من انتشار هذا الداء، رغم نقص التجهيزات والوسائل، سيما المتعلقة بالمخابر المتخصصة في الكشف عن الأمراض الفيروسية المتنقلة عن طريق الحيوانات. وعلى الرغم من القيام بعديد الفحوصات المعمّقة التي مسّت المصابين وقطعان المواشي تطبيقا لتعليمات الوصاية، إلا أن الوضع بات ينذر بكارثة - حسب المختصين- في ظل نقص الوعي من جهة والاستهلاك الواسع لهذه المادة خاصة خلال شهر الصيام. وقد أرجعت مصادر "الشروق" أسباب اتساع نسبة الإصابة بمرض الحمى المالطية إلى الإقبال المتزايد لسكان هذه المناطق على تناول حليب الماعز والأبقار الذي أثبتت التحاليل المخبرية بمعهد باستور أنه يحتوي على الفيروس المسبب للداء، ما جعل مديرية الصحة بالمنطقة بالتنسيق مع المكاتب البلدية لحفظ الصحة، تطلق حملة موسعة عبر كامل المناطق التي شملها الداء للبحث عن مسببات ارتفاع الإصابة بذات المرض هذه السنة، إلا أن عدم محاصرة هذا الداء المعدي سيشكل خطورة بالغة التعقيد على الإنسان والحيوان على حد سواء، سيما وأن المنطقة زراعية ورعوية تشتهر بتربية شتى أنواع الأنعام، وهو ما أثار تخوف مربي المواشي من انتشار الحمى المالطية، في ظل نقص الثقافة الصحية في مثل هذه الحالات التي تتطلب متابعة طبية ومخبرية . من جانب آخر حذّر عدد من الأطباء من استهلاك الحليب الطازج غير المبستر عبر تراب الولاية المذكورة، كإجراء وقائي للحد من انتشار المرض المذكور، عقب تسجيل أكثر من 40 حالة بالبلديات الجنوبية لذات الولاية، وطالب الأطباء من مديرية الصحة والفلاحة على مستوى الولاية بضرورة تشديد الإجراءات الردعية ضد المخالفين لقرار بيع الحليب غير المبستر حفاظا على صحة المواطن. ومن المعروف أن المرض هو جرثومة "بروسيلا" تصيب الإنسان، كما أنها تعد السبب الرئيسي لهذا الداء الذي ينتقل من الحيوان المصاب إلى الإنسان من خلال شرب الحليب غير المغلى، وتتمثل أعراض هذا المرض في ارتفاع درجة الحرارة مع التعرق الشديد، الصداع وآلام في الظهر والمفاصل، فضلا عن التعب ونقص الوزن، وللوقاية من هذا المرض يجب التأكد من خلو الماشية من الحمى المالطية وإعطائها التطعيمات الضرورية، ناهيك عن التأكد عند الذبح من خلو اليد من الجروح وارتداء قفازات طويلة ووضع كمامات، خصوصا عند الاشتباه بوجود الإصابة في الحيوان المذبوح، وكذا المتابعة المنتظمة في العيادة الطبية للمصابين بعد الشفاء، للتأكد من خلو جسمهم من المرض، والاهتمام بالنظافة العامة للمسالخ والحظائر.