يؤكد الحبيب السايح أن رمضان عنده أفضل أشهر للكاتبة، نظرا لما يوفره الشهر الفضيل من فسحة في الوقت والتحرر من الالتزامات، وكذا الخفة الجسدية والطاقة الروحية التي تناسب أي كاتب يشتغل على الإبداع، خارج هذا يقول السايح إنه يكره السهر ولا يغير عاداته الغذائية عن سائر الأيام العادية. ككاتب هل لك طقوس معينة في رمضان؟ في رمضان، كما عادتي، أكتب؛ لأنه الشهر الذي أحس، خلاله بفسحة زمنية ومكانية، لقلة الحركة؛ حركتي، أنا، والحركة من حولي؛ وللفراغ من كثير من الالتزامات التي تتطلب تخصيص وقت على حساب برنامج الكتابة. ثم، أكبر من تلك الفسحة، هذه الخفة الجسدية التي تمنح أعصابك شيئا مختلفا عما هو عليه جسدك خارج رمضان؛ من ثمة هذا الشعور بأن ذهنك يصفو أكثر، وبأن روحك صارت أكثر قابلية لاستقبال الأشياء والأحاسيس والعلامات بمزيد من الوضوح ومن الشفافية؛ فكلام، مثل هذا الذي أكتبه الآن، لا أتوقعه يصدر مني، بهذه اللغة، في يوم عاديّ، خارج أيام رمضان. إنه مجرد شعور، ولكني أعيشه. لذلك، فأجدني أكثر استعدادا للكتابة في رمضان منه في بقية الشهور، إن التدقيقات، التي يمكن أن تدخل على نص أكون منهمكا في كتابته، تصبح في رمضان أشد وضوحا وطواعية إلى جانب هذا، أقرأ؛ أقرأ أكثر، مما أفعله في بقية الشهور. خارج الكتابة كيف تمضي يومك؟
لعلني من بين الذين لا يسهرون كثيرا في رمضان؛ شخصيا، لا أكاد أغير شيئا كثيرا من سلوكي، في الأكل (أتجنب كل شيء ثقيل)، وفي النوم (أنام في الوقت نفسه في الأيام العادية: قبل منتصف الليل). فعملي (الكتابة والقراءة)، في رمضان، أبدأه، في الظروف العادية، في العاشرة صباحا وأوقفه في حوالي الثامنة مساء؛ مع فترات راحة من الشاشة بشكل منتظم. رمضان، بالنسبة لي، شهر يسمح أيضا باللمة العائلية التي لا تتيحها سائر الأيام .