تتضاعف ظاهرة تبذير الخبز ورميه خلال شهر رمضان بوهران، مقارنة بباقي أيّام وشهور السنة، فآفة التبذير حطّمت رقما قياسيا عند الصائمين، هذا ما كشفه لنا بعض عمّال النظافة الذين يعتبرون شهود عيان تصادفهم العجائب والغرائب من كميّات الخبز التي تكون في غالبها صالحة للاستهلاك، حيث أرجع أحدهم السبب إلى نقص ثقافة الاستهلاك لدى الجزائري ولا يهمّه شيء سوى بطنه، وأضاف آخر أنّ عنصر الخبز شاع كثيرا وأصبح يعادل الماء في الحياة اليومية، ليقول آخر باندهاش أنّ البعض يخلطون الخبز مع النفايات الأخرى في كيس واحد. ووسط هذا الواقع الذي انتشر بكثرة نجد أناسا في حاجة ماسّة لدينار واحد فيلجأ الأطفال منهم إلى دقّ كلّ باب يشم فيه رائحة الإفراط في شراء الخبز، مستفيدين من تبذير المبذرين، فيتوجهون إلى المزابل بقصد جلب الخبز اليابس وإعادة بيعه للموالين بأثمان زهيدة تمكّنهم من توفير أبسط احتياجات عائلتهم. قال أحد الأطفال بأنّه متعوّد على ذلك خاصّة في شهر رمضان أين لا يرى سوى الخبر في النفايات، وفي سياق الموضوع نصح أستاذ بالطور الثانوي يدرّس مادّة العلوم الشرعية بأنّ يكّفوا عن هذه الممارسة الخاطئة في الشهر الكريم وأنّه فرصة للقضاء على هذه السلوكات وليس تكريسها أو التمادي فيها، فشراء قدر من الخبز أو من أيّ غذاء بقدر الحاجة قد يكون كافيا لأفراد العائلة وبدل أن يشتروا بأموالهم خبزا تكون نهايته سلة المهملات فليتبرعوا على الفقراء.