عمّت الاحتفالات شوارع المدن الباكستانية ابتهاجًا بإعلان الرئيس برويز مشرّف استقالته الاثنين، فعقب إعلان مشرف استقالته في خطاب مُتَلْفز وجّهه إلى الشعب عمّت الاحتفالات والأفراح الشوارع الباكستانية وارتفع مؤشر البورصة أربع نقاط. * واستبق مشرّف بقرار الاستقالة جلسة يعقدها البرلمان الاثنين لمساءلته بشأن الاتهامات التي أعدّها الائتلاف الحاكم ضده تمهيدًا لإقالته. وخلال الخطاب الذي بثّه التلفزيون المحلي في باكستان، قال مشرف: "بعد دراسة الوضع واستشارة المستشارين القانونيين والحلفاء السياسيين وبعد نصيحتهم قررت الاستقالة، وترك مستقبلي في أيدي الشعب". وأشار إلى أنه سيُسَلّم استقالته لرئيس مجلس النواب في وقت لاحق الاثنين.وبشأن الاتهامات التي يسعى الائتلاف لتوجيهها لمشرف، قال: "لا يمكن إثبات أي تهمة ضدي لأنني لم أفعل أي شيء مطلقًا لمصلحتي الشخصية بل كان كل شيء من أجل مصلحة باكستان". * ودافع مشرف- الحليف الرئيسي للولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001- مطولاً عن فترة حكمه. وقال: إنه ساعد على إرساء القانون والنظام في البلاد كما ساهم في تحسين وضع حقوق الإنسان والديمقراطية وأصبحت باكستان دولة مهمة على الساحة الدولية. وأضاف: "على خارطة العالم أصبحت باكستان الآن دولة مهمة بفضل الله"، مؤكدًا أنه قاد البلاد على الدوام بنية حسنة خصوصًا في مواجهة المشاكل الاقتصادية. * وقال: "لقد كانت فلسفتي هي باكستان أولاً". وتابع: "لكن لسوء الحظّ وجّه بعض العناصر الذين يتصرفون بدوافع من المصلحة الخاصة إليّ اتهامات خاطئة وضللوا الناس.. ولم يفكّروا في الضرر الذي يمكن أن يُحْدِثه ذلك على البلاد". * وخلال الأيام الأخيرة تردّدت أنباء عن مفاوضات تتيح لمشرف الاستقالة دون مواجهة القضاء، ولم يتضح على الفور مصير مشرف. * وتراجعت شعبية مشرف كثيرًا بعد سلسلة من الإجراءات التي اتخذها كان أبرزها محاولته إقالة رئيس القضاة الباكستاني، وفرض حالة الطوارئ في نوفمبر من العام الماضي لتكريس انتخابه لفترة رئاسية ثانية مدتها خمس سنوات من خلال المحكمة العليا إلا أن حلفاءه السياسيين مُنوا بهزيمة في انتخابات فبراير. * وتمكنّت أحزاب الائتلاف التي فازت في انتخابات فبراير بقيادة حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه بوتو من التغلُّب على الانقسامات التي استمرّت أشهرًا واتفقت على توجيه الاتهامات لمشرف بهدف إقالته في السابع من أوت.