غادر الرئيس الباكستاني برويز مشرف قصر الرئاسة في العاصمة إسلام أباد ، بعد قليل من الخطاب الذي وجهه للشعب الباكستاني، والذي أعلن خلاله اعتزامه التنحي عن رئاسة البلاد، بعد تزايد الضغوط عليه لإجباره على تقديم استقالته. وفي تطور لاحق أكد متحدث باسم البرلمان الباكستاني، أن أعضاء الجمعية الوطنية قبلوا الاستقالة التي تقدم بها الرئيس مشرف، بعد قليل من إلقائه خطابه التلفزيوني. وقد تم تفعيل استقالة مشرف على الفور، بعد قبولها من الجمعية الوطنية، حيث تسلم رئيس مجلس ''الشيوخ''، محمد ميان سومرو، منصب رئيس الجمهورية بصفة مؤقتة إلى أن يتم انتخاب رئيس جديد للبلاد في غضون 30 يوماً، لفترة رئاسية تمتد لخمس سنوات. وفيما عدد مشرف، خلال كلمته المطولة، إنجازاته التي حققها في باكستان، منذ توليه الرئاسة قبل نحو تسع سنوات، دعا أيضاً إلى مصالحة وطنية بين كل الفرقاء السياسيين، حفاظاً على مصلحة باكستان. جاءت استقالة مشرف في خضم تدابير كان يتخذها الائتلاف الحاكم لإقالته من المنصب، ليشكل بذلك مشرف سابقة، كأول رئيس يتم عزله في تاريخ باكستان، وكانت الناطقة باسم ''حزب الشعب الباكستاني'' الحاكم، شيري رحمن، لم تستبعد الأحد احتمال إقالة مشرف قسرياً، وأضافت: ''قرار تقديم مسار آمن للرئيس هو خيار على قيادات التحالف.'' وكانت الغالبية النيابية الباكستانية قد حددت يوم السبت الماضي مهلة نهائية لمشرف لمغادرة السلطة طوعاً أو مواجهة بدء إجراءات إقالته، فيما واصل حزب الرئيس الباكستاني الإصرار على أنه لن يغادر السلطة وسيواجه كل محاولات إطاحته من منصبه، بما فيها لائحة الاتهامات التي أعدها النواب.