علمت الشروق اليومي من مصادر موثوقة، أن مصالح الأمن لولاية تيزي وزو، باشرت تحقيقا للكشف عن خيوط شبكة متخصصة في الهجرة السرية ونقل الشباب الراغب في الهجرة عبر قوارب الموت، نحو سواحل الجزر الإسبانية، وهو التحقيق الذي انطلق على خلفية تمكن 18 حراڤا منتصف شهر جانفي المنصرم، من الوصول إلى السواحل والأراضي الإسبانية. وحسب المعلومات المتوفرة للشروق، فإن هؤلاء الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و35 سنة، تمكنوا من الوصول إلى السواحل الإسبانية إثر رحلة بحرية على متن أحد القوارب من شواطئ مدينة تيقزيرت الساحلية، حيث قاموا بالاتصال بعائلاتهم وذويهم عبر الهاتف بمجرد نزولهم بالأراضي الإسبانية. وكشف شاب في العشرينيات من العمر، من مواليد إحدى مناطق ولاية تيزي وزو، وهو من المرشحين الجدد للهجرة السرية والحرڤة عبر قوارب الموت إلى أحد الجزر الإسبانية، للشروق اليومي، كشف وجود شبكة متخصصة في الهجرة السرية ونقل الشباب نحو السواحل الإسبانية مقابل مبالغ مالية تصل إلى حدود 10 و12 مليون سنتيم للفرد الواحد. تفاصيل وخيوط القضية بدأت تتجلى من خلال حديث تطرقت له الشروق اليومي مع أحد شباب ولاية تيزي وزو، حيث أظهر الشاب ثورة غضب عند الحديث عن الوضع الاجتماعي في البلاد، قائلا: "...لقد أخطأت عندما رفضت الركوب مع الحراڤة الذين تمكنوا مؤخرا من الوصول إلى سواحل أحد الجزر الإسبانية، وهم ينعمون فيها بسلام الآن بعيدا عن هذا القفار... "، هذه الكلمات الساخنة والمليئة بمختلف أحاسيس ومشاعر الفشل والخذلان وفقدان الأمل، دفعتنا إلى محاولة معرفة المزيد حول تفاصيل هذه القضية وتفاصيل القصة التي عاشها مع أفراد هذه الشبكة. القصة بدأت عندما وصلته معلومات حول الشباب الذين يغامرون بحياتهم في عرض البحر على متن قوارب الموت، من أجل الوصول إلى السواحل الأخرى مقابل بعض مبالغ مالية بخسة تكون غالبا في متناول أغلبهم، وبعد تحري وبحث عميق توصل الشاب إلى العثور على خيط مباشر يقوده إلى أهم شبكة تقوم بنقل الشباب إلى الضفة الأخرى، عبر سواحل تيقزيرت، شبكة يضيف عنها أنها متكونة من 5 أفراد معظمهم من العاصمة يقومون بالتنسيق، فيما بينهم تحت ولاء زعيم الشبكة، الذي قال عنه إنه من العاصمة، تعتمد خصيصا في تنفيذ عملياتها على مساعدة أحد البحارين، الذي يملك قاربا قويا يسع أزيد من 30 شخصا وبإمكانه وصول السواحل الإسبانية في ظرف زمني لا يتعدى 7 ساعات. وتفيد الشهادات أن قارب الموت لا تعترضه أي صعوبة من أجل الإبحار في المياه الإقليمية الدولية، لأنه - حسب شهادة الشاب - بحوزته تسريحا خاصا يسمح له بالملاحة في المياه الإقليمية الدولية دون التعرض لأي مشكل أو اعتراض من طرف قوات الحلف الأطلسي المتواجدة بالمياه الإقليمية الدولية. هذه الشبكة، التي تعتمد على خطة متقنة في استدراج الشباب من مختلف الولايات والمناطق المجاورة وإقناعهم بركوب هذه القوارب، وبقيادة شخص وسيط من مدينة تيقزيرت، تعقد لقاءات شبيهة بلقاءات الكاستينغ بصفة دورية مع المتطوعين القادمين من ولاية تيزي وزو، يتم خلالها الحديث مع المرشحين من أجل انتقاء أفراد الرحلة.. عملية انتقائية يقوم بها أفراد الشبكة من أجل إبعاد أي شبهة أو أي خوف من دخول أي شخص لديه أي صلة مع السلطات أو الجهات القادرة على تقفي آثار الشبكة، وبعدها مباشرة يدخل أفراد الشبكة في صلب العملية ويطلبون من الشباب تسديد مبلغ الرحلة في موعد يعلن عنه عبر الهاتف قبل يومين من صعود القارب، وبعد يوم واحد مباشرة من استلام مبالغ المرشحين يعاود الاتصال بهم للمرة الثانية والأخيرة لإطلاعهم على آخر التعليمات ومختلف تفاصيل ومكان وتوقيت العملية، الشاب الذي لم يسعفه الحظ في تحصيل مبلغ الرحلة قرر الانسحاب في الثواني الأخيرة من قائمة المرشحين والانتظار إلى حين تحصيل المبلغ للرحيل في مغامرة جديدة إلى المجهول.