أثبتت التحليلات المخبرية التي قام بها أمس أهالي الضحايا رفقة جمعية حماية المستهلك، أن الكاشير الذي كان مشتبها في تسببه بوفاة مواطنين لإصابتهم بداء بوتيليزم سليم ولا يحتوي على أي جراثيم قاتلة، ما شكل منعرجا خطيرا ومفاجئا في مجريات التحقيق، التي لازالت قائمة لمعرفة السبب الحقيقي لوفاة ثلاثة أشخاص في باتنة اشتبهت وزارة الصحة في إصابتهم بداء البوتيليزم، غير أنها لم تفصل في ذالك، ما ترك المجال للشكوك حول السبب الحقيقي في الوفيات وكثرت الإصابات. وطالب أهالي الضحايا بإيفاد وزارة الصحة للجنة تحقيق عاجلة للبحث عن مصدر الجرثوم القاتل الذي تسبب في عدد معتبر من الإصابات والوفيات في باتنة، خاصة بعد ما أثبتت التحاليل المخبرية أن الكاشير "الفاسد" لم يكن كذلك، بل كان صالحا للاستهلاك ولم يحتوي على أي جراثيم من شأنها أن تتسبب في داء البوتيليزم، ما يعزز فرضية وجود جرثوم آخر في مادة استهلاكية أخرى هي سبب الوفيات. وفي هذا الإطار، أكد مدير المؤسسة الاستشفائية التي استقبلت الضحايا في باتنة عبد الغني بلخديم، أن أسباب الوفاة يشتبه أن تكون بداء البوتيليزم نتيجة الكاشير الفاسد ولم يجزم بالأمر، ما دفع جمعية حماية المستهلك إلى القيام بتحاليل مخبرية معمقة حول بقايا "الكاشير" الذي استهلكه الضحايا، وتبين أنه كان سليما، ما أثار صدمة وسط الأهالي، في وقت لم تقدم فيه تحقيقات وزارة الصحة أي نتيجة نهائية. وفي هذا الإطار، استغرب مصطفى زبدي عدم تقديم وزارة الصحة للنتائج النهائية للتحقيقات بعد أكثر من أسبوع من تسجيل أول حالة وفاة، مؤكدا أن الوزارة لازالت تتعامل بمنطق "يشتبه إصابته بالبوتيليزم"، وهو الأمر الذي لم يقبله السكان، ما دفع جمعية حماية المستهلك إلى القيام بتحليلات مخبرية معمقة على بقايا مادة الكاشير الذي استهلكه الضحايا، وتبين أنه سليم، ما يجعل الجرثوم المتسبب في الوفيات مجهولا، وهذا ما من شأنه أن يتسبب في وفيات أخرى، وطالب المتحدث بتحرك عاجل لوزارة الصحة وإيفاد لجنة تحقيق تقوم بتحاليل معمقة وليست سطحية لمعرفة مصدر الإصابة...
وللإشارة فمن مجموع 9 مرضى أدخلوا المستشفى من بينهم 2 غادراه بعد أن مثلا إلى الشفاء، فيما ظل 4 آخرين يخضعون للعلاج بمصلحة الإنعاش للمركز الاستشفائي الجامعي، حيث وصف الطاقم الطبي حالاتهم ب"الحرجة ."