في ليلة ثالثة من الليالي الملاح المستمرة وقائعها بصرح تاموقادي، عاد الجمهور الحاضر ليزداد تفاعله مع ما تم ويتم تقديمه، وارتفع أيضا رقم حضوره في ثالث ليلة من المهرجان، يمكن تسميتها في كلمة أو ثلاث بليلة الجمهور بامتياز. لن يختلف اثنان فيما سجله الجمهور من حضور حين اعتلى المنصة الفنان الجزائري الأصل الفرنسي الجنسية لاكريم المؤدي لنوع الراب، والذي أشعل أول فتيل حماس الجمهور الذي يشكل الشباب غالبيته والذين جاؤوا لأجل اكتشاف أغاني راب، ولكن بلغة أخرى غير العامية الجزائرية التي تعود عليها من قبل، ليكتشف أمرا آخر جديدا تجسد في حب هذا المطرب الشاب لبلاده الجزائر حين اعتلى الركح حاملا على كتفيه الراية الوطنية، لتكون الجولة الثانية من خلال الفنان العالمي "مساري" الذي أراد أن يكون جزءا من حماسة الجمهور فخرج عن المألوف وصعد إلى مدرج الحضور ليتحول المنظر إلى شعلة متحركة بين المطرب وجمهوره الذي أبى إلى أن يحضر بقوة ليشاهد ويستمع عن قرب لأحد نجوم الغناء العالمي، وفي غمرة أهازيج الشباب علت زغاريد الحاضرات بمجرد أن اعتلى ركح تاموقادي أحد أبناء المنطقة الأوفياء للمهرجان ولياليه الملاح ألا وهو الفنان عبد الحميد بلبش، هذا الذي أضاف لمسة خاصة به من خلال أدائه لجملة من أغانيه المعروفة والجديدة جعلت الحضور كموج هادر يتحرك على نغمات شاوية قادمة بعضها من زمن عميدها الجرموني، حيث أبى الفنان المتألق عبد الحميد بلبش إلا أن يكون جمهور تيمڤاد أول من يمتع مسامعه بها، وحين بلغ الدور على ابنة وهران الزهوانية حتى بدا وكأنه بركان انفجر لحينه فصار الكل يغني ويرقص على نغمات سيدة الراي الأولى التي انتقلت من غرب الجزائر إلى شرقها لتصنع فيها الفرجة ويعيش الحضور معها لأكثر من ساعة مرت كالثواني أدت ما اشتهرت به من أغان كان لعشاقها نصيب الأسد في صناعة حماسها.
أصداء من تاموڤادي: - أحدث مساري المطرب مساري حالة طوارئ حين اختار أن يشاركه جمهوره أغنياته فنزل عن المنصة ليكون بين الجمهور الذين أمطرهم بما حملت يداه من ورود وزهور وبعد أن أمتعهم بصوته وكلماته. - المترجم علي المعيّن من طرف ديوان الثقافة والإعلام لترجمة ما سيقوله مساري وجد نفسه في حرج بعد أن تبين أن من جاء ليُترجم عنه يتقن العربية بشكل صحيح. - على غير العادة حظي التوأمان الحسن والحسين بلفتة خاصة من المطرب المحلي عبد الحميد بلبش حين اختار أن يطلب من المنظمين تمكينهما من الصعود إلى المنصة. - ساد اللون الأبيض جميع كل الفنانين في ملابسهم في رسالة منهم لتبني السلام والوحدة وهي شعار المهرجان. - شاب صغير من ذوي الاحتياجات الخاصة أبدى تفاعلا استثنائيا مع ما قدمّ، لذا منح شارة ضيف الشرف من قبل خلية الإعلام للديوان الوطني للثقافة والإعلام.
قالوا ل"الشروق": مساري: سعيد جدا بتواجدي في الجزائر للمرة الثانية بين إخواني في مهرجان تيمڤاد الدولي الذي أصبح علامة مميزة في المشهد الثقافي العربي بصفة عامة والجزائر على وجه الخصوص،خاصة وأن هذه الطبعة تدعو إلى التوحد لذا نودّ أن نشارككم إياه ونأمل أن يعم جميع الدول العربية. لاكريم: مشاركتي في مهرجان تيمڤاد لا يمكن الحديث عنها لأنّ تيمڤاد يعني لي الكثير خاصة هذه الطبعة، فحقيقة فوجئت بعدد الشبان الذي تهافتوا على مدرجات المسرح لمشاهدتي والاستمتاع بأغاني التي لطالما كانت لهم وأود أن أشكر العازفين والملحنين جنود الخفاء الذين أدوا إيقاعا راقصا كان في القمة مصحوبا بالأغاني فكان أثره واضحا في تجاوب الجمهور. الزهوانية: أشكر الجمهور الحاضر الذي يعطي دفعا قويا لهذا الحدث الفني الثقافي من خلال تواجده الدائم معنا، وهو الشيء الذي جعلني أحضر تيمڤاد تقريبا كل سنة وألبي كل الدعوات إلي تصلني منه، وكالعادة تيمڤاد يعودنا بالمفاجآت فمن تيمڤاد غزة العام الماضي إلي تيمڤاد وحدة الوطن هذا العام وهو الشيء الجميل الذي تسعى إدارة المهرجان تكريسه.