ذكرت مصادر مطلعة ل"الشروق اليومي"، أن وزارة الصحة والسكان أنشأت نهاية الأسبوع الماضي لجنة وطنية مكلفة بتنظيم الاستعجالات الطبية والجراحية على مستوى كل مستشفيات الوطن، كما تهدف اللجنة إلى أنسنة قطاع الصحة في الجزائر، وفتح نقاط جديدة لاستقبال الحالات الاستعجالية على مستوى بعض المستشفيات التي تعرف توافدا كبيرا للمواطنين. * في نفس الإطار، ستتزود مصالح الاستعجالية الطبية حسب القرارات الأولية التي اتخذتها اللجنة بوسائل طبية متطورة، بالإضافة إلى تزويدها بالمواد الصيدلانية الضرورية، حتى تتمكن الفرق المختصة من تقديم الاستعجالات الطبية الضرورية في آجالها، والتمكن من التكفل بأكبر عدد من الحالات الممكنة.وستتكفل هذه اللجنة أيضا حسب ما أفادت به مصادرنا بتأطير الطاقم الطبي والشبه الطبي، الذي سيتكفل بتحسين أداء الاستعجالات الطبية بالجزائر، وتسهر اللجنة أيضا على إبقاء كل المصالح المرتبطة بالاستعجالات من مخابر لتحاليل الدم وكذا مصالح الأشعة مفتوحة على نظام الدوام 24 ساعة على 24 ساعة، بعد أن كانت أغلب هذه المصالح تغلق في بعض المستشفيات، مما يؤذي إلى تأخر إسعاف الحالات المستعصية، سواء الطبية أو الجراحية. * * في نفس الإطار، كشف تحقيق حول الاستعجالات الطبية المتخصصة، أنجزته وزارة الصحة في العديد من المؤسسات الاستشفائية ومراكز العلاج، أن الأمراض المتعلقة بالشرايين "تمثل نسبة 63,6 بالمائة وتتبعها الأزمة القلبية بنسبة 39,6 بالمائة ثم الحوادث الناجمة عن شرايين الدماغ بنسبة 2,7 بالمائة والأمراض الأخرى النادرة والمرتبطة بشرايين القلب بنسبة 2,6 بالمائة"، وتمثل أمراض الشرايين، حسب نفس التحقيق، نسبة 67,1 بالمائة لدى شريحة العمر 65 سنة. * * كما أثبت التحقيق أن نسبة 66 بالمائة من المصابين بهذه الأمراض تخضع إلى المراقبة الطبية، معظمهم أدخلوا المستشفى وحوّل 1,9 % منهم إلى مصالح متخصصة بالمؤسسات الاستشفائية. * * وجاء في التحقيق أن منطقة الوسط الجزائري سجلت أكبر نسبة في عدد المرضى ب34,4 بالمائة، تليها منطقة الغرب بنسبة 28,8 بالمائة، ثم الشرق بنسبة 25,3 بالمائة والجنوب بنسبة 11,4 بالمائة. * * وفيما يخص الاستعجالات الطبية المتعلقة بالجراحة، فتشكل 73 بالمائة، أغلبها متعلقة بحوادث المرور، إذ غالبا ما يجد المواطنون أنفسهم أمام حالات انتظار كثيرة جراء غياب بعض وسائل العمل أو المواد الصيدلانية الجراحية، ما يؤدي إلى وفاة العديد من الأشخاص الذين يصلون في حالات خطيرة، تليها الحوادث المنزلية، ثم الحالات المتعلقة بالحوادث المختلفة. * * وستقوم اللجنة الوطنية المكلفة بتنظيم الاستعجالات الطبية بإعداد تقارير دورية تسلم إلى وزير الصحة والسكان الذي يتخذ بدوره قرارات بشأن ذلك، وفي حالة تسجيل مخالفات فستحال القضايا على مجلس تأديبي مختص.