مع حلول الذكرى الثانية لفض اعتصامي جماعة الإخوان المسلمين في "رابعة العدوية" و"النهضة"، رفعت أجهزة الأمن درجة التأهب، بينما رفع الإخوان شعار "الأرض لا تشرب الدم". وأسفر فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة" في 14 أوت 2013 عن سقوط المئات من الإخوان المسلمين الذين احتشدوا احتجاجا على الانقلاب العسكري الذي نفذه السيسي ضد الرئيس الشرعي المنتخَب محمد مرسي، مطالبين بعودته للحكم. إلى ذلك، أصدرت "دار الإفتاء" المصرية "فتوى" على مقاس النظام الانقلابي "تحرِّم" الاحتجاجات والمظاهرات التي "تحيد عن السلمية؟"، وتمتد فيها ما تصفها ب"يد التخريب" إلى منشآت الدولة و"تعطيل مصالح المواطنين"، وفقا لما ذكرته على موقعها الإلكتروني. وقالت "دار الإفتاء" المحسوبة على نظام السيسي الانقلابي، في بيان إن "الصدام مع المجتمع وتبني آراء هدّامة ورفض التعايش معه على النقاط المشتركة، ليس من الإسلام في شيء وهو محرّم شرعًا، لأنه يؤدي إلى هدم مصالح العباد والبلاد؟!". وهي دعوة صريحة للإخوان وللشعب المصري كله بقبول الانقلاب والخنوع له والكف عن التظاهر ضده. ودعت الدار "جميع أبناء الوطن البررة إلى عدم الالتفات لدعوات الصدام والتخريب التي أطلقها بعض المغرضين وتفويت الفرصة على كل من يتربص بأمن الوطن ومقدراته" على حدّ تعبير فقهاء البلاط في دار الإفتاء المصرية. وبالمناسبة، قال يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تغريدة على صفحته بتويتر: "قتلوا الناس بدم بارد، وبقلب ميت، ولم يراعوا حرمة لأي إنسان، لا شيخا أو عالما أو طفلا، فكل الحرمات مباحة، ليس عندهم شيء يُحترم ويُصان.. يا رب نسألك النصر على الخونة المتآمرين وأن تنكّس أعلامهم وتزلزل أقدامهم وتُذهب ريحهم، ولا تدع لهم سبيلا على عبادك المؤمنين". أما طارق الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية المصري، فقال "ستظل رابعة وأخواتها مصدر فخر لشعب رفض الاستبداد، ومصدر إلهام لجيل هزم الطغيان". وقد خرجت مظاهرات في عدد من المحافظات المصرية، الجمعة، تخليدا لذكرى فض اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة"، ونقل تقرير نشره موقع "حزب الحرية والعدالة" الذي يعتبر الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، في تقريره أن "مسيرات ووقفات وسلاسل بشرية ترفع صور الشهداء والمعتقلين وأعلام مصر وشارات رابعة العدوية، دشن ثوار الدقهلية وبني سويف والشرقية والمنوفية ثوريات جمعة مذبحة رابعة التي انطلقت بالتزامن مع ذكر أكبر مذبحة عرفتها مصر والعالم العربي في تاريخها الحديث والمعاصر". على الصعيد الآخر، نقلت بوابة "الأهرام" في تقرير نشرته على موقعها الرسمي على لسان اللواء محمد كمال، مدير أمن "قنا" السابق، قوله: "إن الدولة استخدمت كافة الأساليب لإقناع عناصر جماعة الإخوان بفض اعتصامي رابعة والنهضة دون مواجهة مع الشرطة، ولكنهم لم يستجيبوا، وهو ما دفع الدولة لفض هذا الاعتصام المسلّح بالقوة". وزعم أن "ضباط وزارة الداخلية استعملوا أثناء فض اعتصامي رابعة والنهضة (أقصى درجات ضبط النفس؟)، والدليل على ذلك الممر الآمن الذي تم تخصيصه لخروج جميع المعتصمين غير المسلحين من خلاله"!