طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش، بمحاكمة الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، ومحاسبته لتورطه في مقتل المئات من أنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي، أثناء فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، بالقاهرة والجيزة، كما وصف تقرير المنظمة أحداث فض الاعتصامين بأنها جرائم قتل ضد الإنسانية، وتتضمن هجوما ممنهجا على الشعب. رأي الشارع المصري جاء متناقضا كعادته فيما يتعلق بالأحداث التي تشهدها البلاد، حيث رحبت جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها بالتقرير، وقالت إنه يمكن استغلاله باعتباره وثيقة محايدة، سيتم اعتمادها فور إسقاط ما وصفته ب”الانقلاب العسكري”، وتكوين محاكم ثورية لتحقيق مبدأ القصاص العادل، حول مجزرة فض رابعة والنهضة، واعتبرته مجهودا جيدا جدا، ويعبر عن دقة وحيادية في البحث عن حقيقة غائبة عن الكثيرين. بينما اتهمت بعض الأحزاب السياسية ومنظمات حقوق الإنسان المصرية، هيومن رايتس ووتش ب”التحيز” وتبني وجهة نظر واحدة، في تقريرها حول فض اعتصامي رابعة والنهضة. وقبل ذلك، منعت السلطات المصرية المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش، كينث روث، والمديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة، سارة ليا ويتسن، بدخول الأراضي المصرية أمس الأول، وقالت الداخلية المصرية تعقيبا على منع دخول مسؤولي المنظمة، إنها أبلغتهم بتأجيل الزيارة التي كانت مقررة هذا الشهر. وطالبت منظمة هيومان ووتش في تقريرها، بمحاكمة 10 شخصيات تورطوا في عملية فض ميدان رابعة العدوية، وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الداخلية محمد إبراهيم ومدحت المنشاوي قائد عمليات رابعة، وأكدت أن لدينا أدلة على قيام قوات الأمن بفتح النار على حشود من المتظاهرين في الدقائق الأولى لعملية فض الاعتصام. وفي سياق آخر، وتزامنا والذكرى السنوية الأولى لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، دعا تحالف دعم الشرعية أنصاره للاحتشاد بالميادين الرئيسية بالقاهرةوالمحافظات، غدا الخميس، والمشاركة في مظاهرات وصفها ب”الضخمة”، للمطالبة بمحاسبة المتورطين في مقتل المئات من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي. وكثفت جماعة الإخوان من الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و”تويتر”، وعلى جدران وأسوار المؤسسات والمصالح الحكومية والشوارع الرئيسية، وكتبت عليها عبارات مسيئة للسيسي والجيش والشرطة، واتهمتهم بالانقلاب على الشرعية الدستورية وترويع الشعب المصري، وقتل المئات منهم، كما قامت الجماعة بتوزيع منشورات تحض على النزول فيما يطلقون عليه موجة ثورية جديدة في ذكرى فض رابعة. وتحسبا لأي أعمال عنف وتخريب ولمواجهة دعوات التظاهر التي أطلقتها الجماعة، تشهد شوارع وميادين القاهرة، وباقي المحافظات المصري استنفارا أمنيا على مدار الساعة، لبسط السيطرة الأمنية والتصدى لأي مظاهرات تخرج بدون تصريح من الجهات المختصة، وقالت الداخلية المصرية إنها تتوقع مخططا لجماعة الإخوان لإحداث الفوضى وإثارة الشغب، وأنها سوف تتعامل معهم بجدية بالغة ويقظة كاملة.