طمأنت مديرية المصالح الفلاحية بالبويرة كافة الفلاحين والمربين المتواجدين عبر تراب الولاية، وبالخصوص ببلدية تاغزوت، بأن مصالحها ستأخذ على عاتقها تعويضهم عن خسائرهم التي تكبدوها على إثر تفشي مرض الحمى المالطية أو ما يدعى بالبرسيلوز، حيث كان هؤلاء قد أبدوا تخوفاتهم من تحمل تبعات انتشار المرض وسط مواشيهم، واحتمال تهديد مهنتهم التي يحترفونها عن آخرها. المديرية الفلاحية تحاول التخفيف من روع الفلاحين والسكان على العموم بعد تواتر الأنباء عن اكتشاف مزيد من حالات المرض، حيث تعكف على تجنيد كل وسائلها البشرية والمادية من أجل مكافحته وووقف زحفه، مسجلة في حصيلة رسمية 14 إصابة بشرية و11 حيوانية، وكإجراء احترازي منها، قامت بأخذ 38 عينة مشتبه فيها من كل بلديات حيزر والأخضرية والهاشمية، أرسلت كلها إلى مختبر ذراع بن خدة بولاية تيزي وزو لإثبات إصابتها من عدمه، وفي مقابل ذلك، وعدت الفلاحين الذين أصيبت ماشيتهم بالمرض بتعويض نصف قيمتها من اللحم بعد ذبحها صحيا بمذبح البويرة، حيث تقوم لجنة مشكلة خصيصا على مستوى المديرية بتكوين ملف خاص عن كل حالة وترسل في الأخير إلى وزارة الفلاحية التي تمنح موافقتها على صرف التعويض بعد دراسة الملفات، والذي يكون عن طريق المديرية المحلية. من جهتها، رفعت مفتشية البيطرة التابعة لمديرية الفلاحة بالبويرة اللبس حول صلاحية بيع واستهلاك لحوم المواشي المصابة بمرض الحمى المالطية، حيث شددت على وجوب ذبح الأخيرة بطريقة صحية بالمذبح المخصص لذلك بعاصمة الولاية، ثم يتم التخلص من أحشائها، ليتم السماح ببيع واستهلاك بقية اللحم دون خوف من تنقل الإصابة بالمرض باعتبار أن طهيها يبيد فيروس المرض نهائيا، مضيفة بأن تعويض الفلاح عن ماشيته يكون ماديا بنصف قيمة لحمها بعد ذبحها إضافة إلى السماح له ببيع ذلك اللحم في السوق، وهو ما من شأنه الحفاظ على رأسمال الفلاح وبالتالي على مهنته التي يقتات منها ويساهم بها في توفير حاجيات الولاية من الحليب واللحوم. أما فيما يخص الإصابات البشرية المسجلة على مستوى الولاية، والتي قدرتها مصادرنا ب 18 حالة، فإنها خضعت كلها للعلاج والمتابعة بمصلحة الأمراض المتنقلة والوبائية بمستشفى محمد بوضياف مع ضمان توفير الأدوية المناسبة، حيث تم تسريح 7 حلات إلى غاية يوم الخميس الفارط بعد تماثلها للشفاء، فيما تبقى البقية من بينها طبيب بيطري يحتمل انتقال العدوى إليه بعد احتكاكه بحالة مصابة دون أخذ احياطات الأمان المعمول بها، تحت المتابعة إلى غاية خروجها، حيث لم تسجل عليها أي مضاعفات صحية خطيرة حسب الطاقم الطبي الساهر على معالجتهم، ليبقى التحلي حسبه ببعض الإجراءات الاحترازية البسيطة بالنسبة للمستهلك البسيط كفيل بالوقاية من المرض ومنع انتقاله على غرار وجوب غلي الحليب قبل استهلاكه وتجنب مشتقاته.